الْوَزِيرُ أَبُو مَنْصُورِ بْنُ شَاهْ مَرِدَانَ، وَكَانَ بِهَا نَفَائِسُ الْكُتُبِ وَأَعْيَانُهَا، وَأَحْرَقُوا أَيْضًا النَّحَّاسِينَ وَغَيْرَهَا مِنَ الْأَمَاكِنِ.
وَخُرِّبَتْ وُقُوفُ الْبَصْرَةِ الَّتِي لَمْ يَكُنْ لَهَا نَظِيرٌ، مِنْ جُمْلَتِهَا: وُقُوفٌ عَلَى الْحِمَالِ الدَّائِرَةِ عَلَى شَاطِئِ دِجْلَةَ، وَعَلَى الدَّوَالِيبِ الَّتِي تَحْمِلُ الْمَاءَ وَتُرَقِّيهِ إِلَى قِنَى الرَّصَاصِ الْجَارِيَةِ إِلَى الْمَصَانِعِ، وَهِيَ عَلَى فَرَاسِخَ مِنَ الْبَلَدِ، وَهِيَ مِنْ عَمَلِ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْهَاشِمِيِّ وَغَيْرِهِ.
وَكَانَ فِعْلُ الْعَرَبِ بِالْبَصْرَةِ أَوَّلَ خَرْقٍ جَرَى فِي أَيَّامِ السُّلْطَانِ مَلِكْشَاهْ. فَلَمَّا فَعَلُوا ذَلِكَ، وَبَلَغَ الْخَبَرُ إِلَى بَغْدَاذَ انْحَدَرَ سَعْدُ الدَّوْلَةِ كُوهَرَائِينُ، وَسَيْفُ الدَّوْلَةِ صَدَقَةُ بْنُ مَزْيَدٍ إِلَى الْبَصْرَةِ لِإِصْلَاحِ أُمُورِهَا، فَوَجَدُوا الْعَرَبَ قَدْ فَارَقُوهَا.
ثُمَّ إِنْ تَلْيَا أُخِذَ بِالْبَحْرَيْنِ، وَأَرْسَلُوا إِلَى السُّلْطَانِ، فَشَهَّرَهُ بِبَغْدَاذَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ [وَأَرْبَعِمِائَةٍ] عَلَى جَمَلٍ، وَعَلَى رَأْسِهِ طُرْطُورٌ، وَهُوَ يُصْفَعُ بِالدِّرَّةِ، وَالنَّاسُ يَشْتُمُونَهُ، وَيَسُبُّهُمْ، ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَصُلِبَ.
ذِكْرُ عِدَّةِ حَوَادِثَ
فِي هَذِهِ السَّنَةِ قَدِمَ الْإِمَامُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الطَّبَرِيُّ بَغْدَاذَ، فِي الْمُحَرَّمِ، بِمَنْشُورٍ مِنْ نِظَامِ الْمُلْكِ بِتَوْلِيَتِهِ تَدْرِيسَ الْمَدْرَسَةِ النِّظَامِيَّةِ، ثُمَّ وَرَدَ بَعْدَهُ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْآخَرِ مِنَ السَّنَةِ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْوَهَّابِ الشِّيرَازِيُّ، وَهُوَ أَيْضًا مَعَهُ مَنْشُورٌ بِالتَّدْرِيسِ، فَاسْتَقَرَّ أَنْ يُدَرِّسَ يَوْمًا، وَالطَّبَرِيُّ يَوْمًا.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute