(وَفِيهَا، فِي رَبِيعٍ الْأَوَّلِ، خُطِبَ لِوَلِيِّ الْعَهْدِ أَبِي الْفَضْلِ مَنْصُورِ بْنِ الْمُسْتَظْهِرِ بِاللَّهِ) .
وَفِيهَا عَزَلَ بَرْكِيَارُقُ وَزِيرَهُ مُؤَيِّدَ الْمُلْكِ بْنَ نِظَامِ الْمُلْكِ، وَاسْتَوْزَرَ أَخَاهُ فَخْرَ الْمُلْكِ، وَسَبَبُ ذَلِكَ أَنَّ بَرْكِيَارُقَ لَمَّا هَزَمَ عَمَّهُ تُتُشْ، وَقَتَلَهُ، أَرْسَلَ خَادِمًا لِيُحْضِرَ وَالِدَتَهُ زُبَيْدَةَ خَاتُونَ مِنْ أَصْبَهَانَ، فَاتَّفَقَ مُؤَيِّدُ الْمُلْكِ مَعَ جَمَاعَةٍ مِنَ الْأُمَرَاءِ، وَأَشَارُوا عَلَيْهِ بِتَرْكِهَا، فَقَالَ: لَا أُرِيدُ الْمُلْكَ إِلَّا لَهَا، وَبِوُجُودِهَا عِنْدِي، فَلَمَّا وَصَلَتْ إِلَيْهِ وَعَلِمَتِ الْحَالَ تَنَكَّرَتْ عَلَى مُؤَيِّدِ الْمُلْكِ، وَكَانَ مَجْدُ الْمُلْكِ أَبُو الْفَضْلِ الْبِلَاسَانِيُّ قَدْ صَحِبَهَا فِي طَرِيقِهَا، وَعَلِمَ أَنَّهُ لَا يَتِمُّ لَهُ أَمْرٌ مَعَ مُؤَيِّدِ الْمُلْكِ، وَكَانَ بَيْنَ مُؤَيِّدِ الْمُلْكِ وَأَخِيهِ فَخْرِ الْمُلْكِ (تَبَاعُدٌ) بِسَبَبِ جَوَاهِرَ خَلَّفَهَا أَبُوهُمْ نِظَامُ الْمُلْكِ، فَلَمَّا عَلِمَ فَخْرُ الْمُلْكِ تَنَكُّرَ أُمِّ السُّلْطَانِ عَلَى أَخِيهِ مُؤَيِّدِ الْمُلْكِ أَرْسَلَ وَبَذَلَ أَمْوَالًا جَزِيلَةً فِي الْوِزَارَةِ، فَأُجِيبَ إِلَى ذَلِكَ، وَعُزِلَ أَخُوهُ، وَوُلِيَ هُوَ.
[الْوَفَيَاتُ]
وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ، فِي جُمَادَى الْأُولَى، تُوُفِّيَ أَبُو مُحَمَّدٍ رِزْقُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ التَّمِيمِيُّ، الْفَقِيهُ الْحَنْبَلِيُّ، وَكَانَ عَارِفًا بِعِدَّةِ عُلُومٍ، وَكَانَ قَرِيبًا مِنَ السَّلَاطِينِ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute