أَخِي طُغْرُلْبَكَ، وَكَانُوا بِطَخَارِسْتَانَ، فَأَخَذُوا وَلْوَالِجَ وَكَمَنْجَ، فَسَارَ إِلَيْهِمُ السُّلْطَانُ سَنْجَرُ وَعَسَاكِرُهُ، فَوَصَلَ إِلَى بَلْخٍ، فَدَخَلَهَا فِي رَجَبٍ مِنْ هَذِهِ السَّنَةِ، وَخَرَجَ مِنْهَا لِقِتَالِ دَوْلَتْشَاهْ، فَلَمْ يَكُنْ لَهُ مِنَ الْجُمُوعِ مَا ثَبَتَ مُقَابِلَ عَسْكَرِ سَنْجَرَ، فَقَاتَلُوا شَيْئًا مِنْ قِتَالٍ، وَانْهَزَمُوا، وَأَخَذُوا دَوْلَتْشَاهْ أَسِيرًا، وَأُحْضِرَ عِنْدَ سَنْجَرَ، فَعَفَا عَنْهُ مِنَ الْقَتْلِ، وَحَبَسَهُ، ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ كَحَلَهُ، وَسَيَّرَ سَنْجَرُ جَيْشًا إِلَى مَدِينَةِ تِرْمِذَ، فَمَلَكُوهَا، وَسَلَّمَهَا إِلَى طُغْرُلْتِكِينَ.
ذِكْرُ عِدَّةِ حَوَادِثَ
فِي هَذِهِ السَّنَةِ فَتَحَ تَمِيمُ بْنُ الْمُعِزِّ بْنِ بَادِيسَ، صَاحِبُ إِفْرِيقِيَّةَ، جَزِيرَةَ جَرْبَةَ وَجَزِيرَةَ قَرْقَنَّةَ، وَمَدِينَةَ تُونُسَ، وَكَانَ بِإِفْرِيقِيَّةَ غَلَاءٌ شَدِيدٌ هَلَكَ فِيهِ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ.
وَفِيهَا أَرْسَلَ الْخَلِيفَةُ رَسُولًا إِلَى السُّلْطَانِ بَرْكِيَارُقَ مُسْتَنْفِرًا عَلَى الْفِرِنْجِ، وَمُبَالِغًا فِي تَعْظِيمِ الْأَمْرِ وَتَدَارُكِهِ قَبْلَ أَنْ يَزْدَادَ قُوَّةً.
[الْوَفَيَاتُ]
وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ، فِي شَعْبَانَ، تُوُفِّيَ أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْقَادِرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ، وَمَوْلِدُهُ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ، وَكَانَ فَاضِلًا فِي الْحَدِيثِ.
وَفِيهَا تُوُفِّيَ أَبُو الْفَضْلِ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ أَبِي مُحَمَّدٍ التَّمِيمِيُّ الْحَنْبَلِيُّ، وَكَانَ فَاضِلًا، فَصِيحًا.
وَفِيهَا، فِي شَوَّالٍ، تُوُفِّيَ طِرَادُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّيْنَبِيُّ، وَهُوَ عَالِي الْإِسْنَادِ فِي الْحَدِيثِ، وَوَلِيَ نِقَابَةَ الْعَبَّاسِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ ابْنُهُ شَرَفُ الدِّينِ عَلِيُّ بْنُ طِرَادٍ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute