كُلُّهُمْ يَكْرَهُونَ مُجَاوَرَتَهُمْ.
وَفِيهَا وَقَعَ الْخُلْفُ بَيْنَ الْفِرِنْجِ بِالشَّامِ فَقَاتَلَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، وَلَمْ تَجْرِ لَهُمْ بِذَلِكَ عَادَةٌ قَبْلَ هَذِهِ السَّنَةِ وَقُتِلَ بَيْنَهُمْ جَمَاعَةٌ.
وَفِيهَا فِي جُمَادَى الْآخِرَةِ أَغَارَ الْأَمِيرُ أَسْوَارُ مُقَدَّمُ عَسْكَرِ زَنْكِي بِحَلَبَ عَلَى وِلَايَةِ تَلِ بَاشَرَ فَغَنِمَ الْكَثِيرَ، فَخَرَجَ إِلَيْهِ الْفِرِنْجُ فِي جَمْعٍ كَثِيرٍ فَقَاتَلُوهُ، فَظَفِرَ بِهِمْ وَأَكْثَرَ الْقَتْلَ فِيهِمْ، وَكَانَ عِدَّةُ الْقَتْلَى نَحْوَ أَلْفِ قَتِيلٍ، وَعَادَ سَالِمًا.
وَفِيهَا - تَاسِعَ رَبِيعٍ الْآخَرِ - وَثَبَ عَلَى شَمْسِ الْمُلُوكِ صَاحِبِ دِمَشْقَ بَعْضُ مَمَالِيكِ جَدِّهِ طُغْدِكِينَ، فَضَرَبَهُ بِسَيْفٍ فَلَمْ يَعْمَلْ فِيهِ شَيْئًا، وَتَكَاثَرَ عَلَيْهِ مَمَالِيكُ شَمْسِ الْمُلُوكِ فَأَخَذُوهُ، وَقَرَّرَ مَا الَّذِي حَمَلَهُ عَلَى مَا فَعَلَ فَقَالَ: أَرَدْتُ إِرَاحَةَ الْمُسْلِمِينَ مِنْ شَرِّكَ وَظُلْمِكَ، وَلَمْ يَزَلْ يُضْرَبُ حَتَّى أَقَرَّ عَلَى جَمَاعَةٍ أَنَّهُمْ وَضَعُوهُ عَلَى ذَلِكَ، فَقَتَلَهُمْ شَمْسُ الْمُلُوكِ مِنْ غَيْرِ تَحْقِيقٍ، وَقَتَلَ مَعَهُمْ أَخَاهُ سُونَجَ، فَعَظُمَ ذَلِكَ عَلَى النَّاسِ، وَنَفَرُوا عَنْهُ.
[الْوَفَيَاتُ]
وَفِيهَا تُوُفِّيَ الشَّيْخُ أَبُو الْوَفَاءِ الْفَارِسِيُّ، وَكَانَ لَهُ جِنَازَةٌ مَشْهُودَةٌ حَضَرَهَا أَعْيَانُ بَغْدَادَ.
وَفِيهَا - فِي رَجَبٍ - تُوُفِّيَ الْقَاضِي أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ سَلَامَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَخْلَدٍ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الرُّطَبِيِّ الْفَقِيهُ الشَّافِعِيُّ قَاضِي الْكَرْخِ، وَتَفَقَّهَ عَلَى أَبِي إِسْحَاقَ وَأَبِي
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute