بِهِمْ، فَخَرَجُوا إِلَى الْأُسْطُولِيَّةِ، فَحَمَلُوا عَلَيْهِمْ حَمْلَةً مُنْكِرَةً، فَانْهَزَمُوا هَزِيمَةً فَاحِشَةً، وَقُتِلَ مِنْهُمْ خَلْقٌ كَثِيرٌ، وَلَحِقَ الْبَاقُونَ بِالْأُسْطُولِ وَتَرَكُوا الْأَسْلِحَةَ وَالْأَثْقَالَ وَالدَّوَابَّ، فَنَهَبَهَا الْعَرَبُ وَأَهْلُ الْبَلَدِ.
وَرَجَعَ الْفِرِنْجُ إِلَى صِقِلِّيَةَ، فَجَدَّدُوا أَسْلِحَتَهُمْ، وَعَادُوا إِلَى الْمَغْرِبِ، فَوَصَلُوا إِلَى جَيْجَلَ، فَلَمَّا رَآهُمْ أَهْلُ الْبَلَدِ هَرَبُوا مِنْهُ إِلَى الْبَرَارِي وَالْجِبَالِ، فَدَخَلَهَا الْفِرِنْجُ وَسَبَوْا مَنْ أَدْرَكُوا فِيهَا، وَهَدَمُوهَا وَأَحْرَقُوا الْقَصْرَ الَّذِي بَنَاهُ يَحْيَى بْنُ الْعَزِيزِ بْنِ حَمَّادٍ لِلنُّزْهَةِ، ثُمَّ عَادُوا.
ذِكْرُ عِدَّةِ حَوَادِثَ
فِي هَذِهِ السَّنَةِ خَرَجَ حَسَنٌ أَمِيرُ الْأُمَرَاءِ عَلَى السُّلْطَانِ سَنْجَرَ بِخُرَاسَانَ.
وَفِيهَا تُوُفِّيَ مُحَمَّدُ بْنُ دَانِشْمَنْدَ صَاحِبُ مَلَطْيَةَ وَالثَّغْرِ، وَاسْتَوْلَى عَلَى بِلَادِهِ الْمَلِكُ مَسْعُودُ بْنُ قِلِجَ أَرْسِلَانْ صَاحِبُ قُونِيَّةَ، وَهُوَ مِنَ السَّلْجُوقِيَّةِ.
وَفِيهَا خَرَجَ مِنَ الرُّومِ عَسْكَرٌ كَثِيرٌ إِلَى الشَّامِ، فَحَصَرُوا الْفِرِنْجَ بِأَنْطَاكِيَّةَ، فَخَرَجَ صَاحِبُهَا وَاجْتَمَعَ بِمَلِكِ الرُّومِ، وَأَصْلَحَ حَالَهُ مَعَهُ، وَعَادَ إِلَى مَدِينَةِ أَنْطَاكِيَّةَ، وَمَاتَ فِي رَمَضَانَ مِنْ هَذِهِ السَّنَةِ، ثُمَّ إِنَّ مَلِكَ الرُّومِ بَعْدَ أَنْ صَالَحَ صَاحِبَ أَنْطَاكِيَّةَ سَارَ إِلَى طَرَابُلُسَ، فَحَصَرَهَا ثُمَّ سَارَ عَنْهَا.
وَفِيهَا قَبَضَ السُّلْطَانُ مَسْعُودٌ عَلَى الْأَمِيرِ تُرْشُكَ وَهُوَ مِنْ خَوَاصِّ الْخَلِيفَةِ، وَمِمَّنْ رُبِّيَ عِنْدَهُ وَفِي دَارِهِ، فَسَاءَ ذَلِكَ الْخَلِيفَةَ، ثُمَّ أَطْلَقَهُ السُّلْطَانُ حِفْظًا لِقَلْبِ الْخَلِيفَةِ.
وَفِيهَا كَانَ بِمِصْرَ وَبَاءٌ عَظِيمٌ، فَهَلَكَ فِيهِ أَكْثَرُ أَهْلِ الْبِلَادِ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute