وَأَرْسَلَ مَعَهُمْ مُقَدَّمًا عَلَيْهِمْ أَبَا الْبَدْرِ ابْنَ الْوَزِيرِ عَوْنِ الدِّينِ بْنِ هُبَيْرَةَ، وَتُرْشَكَ، وَهُوَ مِنْ خَوَاصِّ الْخَلِيفَةِ، وَغَيْرَهُمَا، فَجَرَى بَيْنَ أَبِي الْبَدْرِ وَتُرْشَكَ مُنَافَرَةٌ أَوْجَبَتْ أَنْ كَتَبَ ابْنُ الْوَزِيرِ يَشْكُو مِنْ تُرْشَكَ، فَأَمَرَ الْخَلِيفَةُ بِالْقَبْضِ عَلَى تُرْشَكَ، فَعَرَفَ ذَلِكَ، فَأَرْسَلَ إِلَى مَسْعُودِ بِلَالٍ، صَاحِبِ تَكْرِيتَ، وَصَالَحَهُ وَقَبَضَ عَلَى ابْنِ الْوَزِيرِ وَمَنْ مَعَهُ مِنَ الْمُتَقَدِّمِينَ، وَسَلَّمَهُمْ إِلَى مَسْعُودِ بِلَالٍ، [فَانْهَزَمَ الْعَسْكَرُ وَغَرِقَ مِنْهُ كَثِيرٌ، وَسَارَ مَسْعُودُ بِلَالٍ] وَتُرْشَكُ مِنْ تَكْرِيتَ إِلَى طَرِيقِ خُرَاسَانَ فَنَهَبَا وَأَفْسَدَا، فَسَارَ الْمُقْتَفِي عَنْ بَغْدَادَ لِدَفْعِهِمَا، فَهَرَبَا مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ، فَقَصَدَ تَكْرِيتَ، فَحَصَرَهَا أَيَّامًا وَجَرَى لَهُ مَعَ أَهْلِهَا حُرُوبٌ مِنْ وَرَاءِ السُّورِ، فَقُتِلَ مِنَ الْعَسْكَرِ جَمَاعَةٌ بِالنُّشَّابِ، فَعَادَ الْخَلِيفَةُ عَنْهَا، وَلَمْ يَمْلِكْهَا.
ذِكْرُ عِدَّةِ حَوَادِثَ
فِي هَذِهِ السَّنَةِ وَصَلَتْ مَرَاكِبُ مِنْ صِقِلِّيَةَ، فِيهَا جَمْعٌ مِنَ الْفِرِنْجِ، فَنَهَبُوا مَدِينَةَ تِنِّيسَ بِالدِّيَارِ الْمِصْرِيَّةِ.
وَفِيهَا كَانَ بَيْنَ الْكُرْجِ بِأَرْمِينِيَّةَ وَبَيْنَ صُلَيْقٍ، صَاحِبِ أَرْزَنَ الرُّومِ، مَصَافٌّ وَحَرْبٌ شَدِيدَةٌ، وَانْهَزَمَ صَلِيقٌ وَأَسَرَهُ الْكُرْجُ ثُمَّ أَطْلَقُوهُ.
[الْوَفَيَاتُ]
وَفِيهَا تُوُفِّيَ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي غَالِبٍ الْوَرَّاقُ - الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الطَّلَّايَةِ - الزَّاهِدُ الْبَغْدَادِيُّ بِهَا، وَكَانَ مِنَ الصَّالِحِينَ، وَلَهُ حَدِيثٌ وَرِوَايَةٌ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute