أَسْيَافٍ، وَفِي الْأُخْرَى سِتَّةُ أَسْيَافٍ وَأَدْرُعٌ، مِنْهَا دِرْعُ كِسْرَى وَمَغَافِرُهُ، وَدِرْعُ هِرَقْلَ، وَدِرْعُ خَاقَانَ مَلِكِ التُّرْكِ، وَدِرْعُ دَاهِرَ مَلِكُ الْهِنْدِ، وَدِرْعُ بَهْرَامَ جُوبِينَ، وَدِرْعُ سَيَاوُخْشَ، وَدِرْعُ النُّعْمَانِ، اسْتَلَبَهَا الْفُرْسُ أَيَّامَ غَزَاهُمْ خَاقَانُ وَهِرَقْلُ وَدَاهِرُ، وَأَمَّا النُّعْمَانُ وَجُوبِينُ فَحِينَ هَرَبَا مِنْ كِسْرَى، وَالسُّيُوفُ مِنْ سُيُوفِ كِسْرَى وَهُرْمُزَ وَقُبَاذَ وَفَيْرُوزَ وَهِرَقْلَ وَخَاقَانَ وَدَاهِرَ وَبَهْرَامَ وَسَيَاوُخْشَ وَالنُّعْمَانِ، فَأَحْضَرَ الْقَعْقَاعُ الْجَمِيعَ عِنْدَ سَعْدٍ، فَخَيَّرَهُ بَيْنَ الْأَسْيَافِ فَاخْتَارَ سَيْفَ هِرَقْلَ، وَأَعْطَاهُ دِرْعَ بَهْرَامَ، وَنَفَّلَ سَائِرَهَا فِي الْخَرْسَاءِ، إِلَّا سَيْفَ كِسْرَى وَالنُّعْمَانِ، بَعَثَ بِهِمَا إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ لِتَسْمَعَ الْعَرَبُ بِذَلِكَ وَحَسَبُوهُمَا فِي الْأَخْمَاسِ، وَبَعَثُوا بِتَاجِ كِسْرَى وَحِلْيَتِهِ وَثِيَابِهِ إِلَى عُمَرَ لِيَرَاهُ الْمُسْلِمُونَ.
وَأَدْرَكَ عِصْمَةُ بْنُ خَالِدٍ الضَّبِّيُّ رَجُلَيْنِ مَعَهُمَا حِمَارَانِ، فَقَتَلَ أَحَدَهُمَا وَهَرَبَ الْآخَرُ، وَأَخَذَ الْحِمَارَيْنِ فَأَتَى بِهِمَا صَاحِبَ الْأَقْبَاضِ، فَإِذَا عَلَى أَحَدِهِمَا سَفَطَانِ فِي أَحَدِهِمَا فَرَسٌ مِنْ ذَهَبٍ بِسَرْجٍ مِنْ فِضَّةٍ مُكَلَّلٍ بِالْجَوْهَرِ، وَفِي الْآخَرِ نَاقَةٌ مِنْ فِضَّةٍ عَلَيْهَا شَلِيلٌ مِنْ ذَهَبٍ، وَبِطَانٌ مِنْ ذَهَبٍ، وَلَهَا زِمَامٌ مِنْ ذَهَبٍ، وَكُلُّ ذَلِكَ مَنْظُومٌ بِالْيَاقُوتِ، وَعَلَيْهَا رَجُلٌ مِنْ ذَهَبٍ مُكَلَّلٌ بِالْجَوَاهِرِ، كَانَ كِسْرَى يَضَعُهَا عَلَى أُسْطُوَانَتَيِ التَّاجِ.
وَأَقْبَلَ رَجُلٌ بِحُقٍّ إِلَى صَاحِبِ الْأَقْبَاضِ، فَقَالَ هُوَ وَالَّذِينَ مَعَهُ: مَا رَأَيْنَا مِثْلَ هَذَا [خَطُّ] ، مَا يَعْدِلُهُ مَا عِنْدَنَا وَلَا يُقَارِبُهُ. فَقَالُوا: هَلْ أَخَذْتَ مِنْهُ شَيْئًا؟ فَقَالَ: وَاللَّهِ لَوْلَا اللَّهُ مَا أَتَيْتُكُمْ بِهِ. فَقَالُوا: مَنْ أَنْتَ؟ فَقَالَ: وَاللَّهِ لَا أُخْبِرُكُمْ فَتَحْمَدُونِي وَلَكِنِّي أَحْمَدُ اللَّهَ وَأَرْضَى بِثَوَابِهِ. فَأَتْبَعُوهُ رَجُلًا، فَسَأَلَ عَنْهُ فَإِذَا هُوَ عَامِرُ بْنُ عَبْدِ قَيْسٍ. وَقَالَ سَعْدٌ: وَاللَّهِ إِنَّ الْجَيْشَ لَذُو أَمَانَةٍ، وَلَوْلَا مَا سَبَقَ لِأَهْلِ بَدْرٍ لَقُلْتُ إِنَّهُمْ عَلَى فَضْلِ أَهْلِ بَدْرٍ، لَقَدْ تَتَبَّعْتُ مِنْهُمْ هَنَاتٍ مَا أَحْسَبُهَا مِنْ هَؤُلَاءِ.
وَقَالَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: وَالَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، مَا اطَّلَعْنَا عَلَى أَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الْقَادِسِيَّةِ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute