للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذِي الْحِجَّةِ، وَاسْتَقْبَلَ بِخِلَافَتِهِ هِلَالَ مُحَرَّمٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ. وَكَانَتْ خِلَافَةُ عُمَرَ عَلَى هَذَا الْقَوْلِ عَشْرَ سِنِينَ وَسِتَّةَ أَشْهُرٍ وَأَرْبَعَةَ أَيَّامٍ. وَصَلَّى عَلَيْهِ صُهَيْبٌ، وَحُمِلَ إِلَى بَيْتِ عَائِشَةَ، وَدُفِنَ عِنْدَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَبِي بَكْرٍ، وَنَزَلَ فِي قَبْرِهِ عُثْمَانُ، وَعَلِيٌّ، وَالزُّبَيْرُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ وَسَعْدٌ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ.

ذكر نَسَبِ عُمَرَ وَصِفَتِهِ وَعُمُرِهِ

فَأَمَّا نَسَبُهُ فَهُوَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بْنِ نُفَيْلِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ رِيَاحِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُرْطِ بْنِ رِزَاحِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ، وَكُنْيَتُهُ أَبُو حَفْصٍ، وَأُمُّهُ حَنْتَمَةُ بِنْتُ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ، وَهِيَ ابْنَةُ عَمِّ أَبِي جَهْلٍ، وَقَدْ زَعَمَ مَنْ لَا مَعْرِفَةَ لَهُ أَنَّهَا أُخْتُ أَبِي جَهْلٍ، وَلَيْسَ بِشَيْءٍ.

وَسَمَّاهُ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الْفَارُوقَ، وَقِيلَ: بَلْ سَمَّاهُ أَهْلُ الْكِتَابِ.

وَأَمَّا صِفَتُهُ فَكَانَ طَوِيلًا آدَمَ أَصْلَعَ أَعْسَرَ يَسَرًا - يَعْنِي يَعْمَلُ بِيَدَيْهِ - وَكَانَ لِطُولِهِ كَأَنَّهُ رَاكِبٌ. وَقِيلَ: كَانَ أَبْيَضَ أَبْهَقَ - يَعْنِي شَدِيدَ الْبَيَاضِ - تَعْلُوهُ حُمْرَةٌ، طُوَالًا أَصْلَعَ أَشْيَبَ، وَكَانَ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ وَيُرَجِّلُ رَأْسَهُ. وَكَانَ مَوْلِدُهُ قَبْلَ الْفِجَارِ بِأَرْبَعِ سِنِينَ، وَكَانَ عُمُرُهُ

<<  <  ج: ص:  >  >>