للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَقِيلَ: إِنَّ هَذِهِ الْأَبْيَاتِ لِوَسِيمِ بْنِ عَمْرٍو الضَّبِّيِّ. وَكَانَ عَمْرٌو يُحَرِّضُ أَصْحَابَهُ يَوْمَ الْجَمَلِ، وَقَدْ أَخَذَ الْخِطَامَ، وَيَقُولُ:

نَحْنُ بَنُو ضَبَّةَ لَا نَفِرُّ

حَتَّى نَرَى جَمَاجِمًا تَخِرُّ

يَخِرُّ مِنْهَا الْعَلَقُ الْمُحْمَرُّ

وَيَقُولُ:

يَا أُمَّتَا يَا عَيْشُ لَنْ تُرَاعِي ... كُلُّ بَنِيكِ بَطَلٌ شُجَاعُ

وَيَقُولُ:

يَا أُمَّتَا يَا زَوْجَةَ النَّبِيِّ ... يَا زَوْجَةَ الْمُبَارَكِ الْمَهْدِيِّ

وَلَمْ يَزَلِ الْأَمْرُ كَذَلِكَ حَتَّى قُتِلَ عَلَى الْخِطَامِ أَرْبَعُونَ رَجُلًا. قَالَتْ عَائِشَةُ: مَا زَالَ جَمَلِي مُعْتَدِلًا حَتَّى فَقَدْتُ أَصْوَاتِ بَنِي ضَبَّةَ. قَالَ: وَأَخَذَ الْخِطَامَ سَبْعُونَ رَجُلًا مِنْ قُرَيْشٍ كُلُّهُمْ يُقْتَلُ وَهُوَ آخِذٌ بِخِطَامِ الْجَمَلِ، وَكَانَ مِمَّنْ أَخَذَ بِزِمَامِ الْجَمَلِ مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ، وَقَالَ: يَا أُمَّتَاهُ مُرِينِي بِأَمْرِكِ. قَالَتْ: آمُرُكَ أَنْ تَكُونَ خَيْرَ بَنِي آدَمَ إِنْ تَرَكْتَ، فَجَعَلَ لَا يَحْمِلُ عَلَيْهِ أَحَدٌ إِلَّا حَمَلَ [عَلَيْهِ] ، وَقَالَ: حَامِيمْ لَا يُنْصَرُونَ، وَاجْتَمَعَ عَلَيْهِ نَفَرٌ كُلُّهُمُ ادَّعَى قَتْلَهُ، الْمُكَعْبَرُ الْأَسَدِيُّ، وَالْمُكَعْبَرُ الضَّبِّيُّ، وَمُعَاوِيَةُ بْنُ شَدَّادٍ الْعَبْسِيُّ، وَعَفَّانُ السَّعْدِيُّ النَّصْرِيُّ، فَأَنْفَذَهُ بَعْضُهُمْ بِالرُّمْحِ، فَفِي ذَلِكَ يَقُولُ:

وَأَشْعَثَ قَوَّامٍ بِآيَاتِ رَبِّهِ ... قَلِيلِ الْأَذَى فِيمَا تَرَى الْعَيْنُ مُسْلِمِ

<<  <  ج: ص:  >  >>