للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَعَرَضَ عَلَيْهِ النُّزُولَ، فَنَزَلَ عِنْدَهُ، فَأَتَاهُ بِطَعَامٍ، فَلَمَّا أَكَلَ أَتَاهُ بِشَرْبَةٍ مِنْ عَسَلٍ قَدْ جَعَلَ فِيهِ سُمًّا فَسَقَاهُ إِيَّاهُ، فَلَمَّا شَرِبَهُ مَاتَ.

وَأَقْبَلَ مُعَاوِيَةُ يَقُولُ لِأَهْلِ الشَّامِ: إِنَّ عَلِيًّا قَدْ وَجَّهَ الْأَشْتَرَ إِلَى مِصْرَ، فَادْعُوا اللَّهَ عَلَيْهِ، فَكَانُوا يَدْعُونَ اللَّهَ عَلَيْهِ كُلَّ يَوْمٍ، وَأَقْبَلَ الَّذِي سَقَاهُ إِلَى مُعَاوِيَةَ، فَأَخْبَرَهُ بِمَهْلِكِ الْأَشْتَرِ، فَقَامَ مُعَاوِيَةُ خَطِيبًا ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّهُ كَانَتْ لَعَلِيٍّ يَمِينَانِ فَقُطِعَتْ إِحْدَاهُمَا بِصِفِّينَ - يَعْنِي عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ -، وَقُطِعَتِ الْأُخْرَى الْيَوْمَ يَعْنِي الْأَشْتَرَ.

فَلَمَّا بَلَغَ عَلِيًّا مَوْتُهُ قَالَ: لِلْيَدَيْنِ وَلِلْفَمِ! وَكَانَ قَدْ ثَقُلَ عَلَيْهِ لِأَشْيَاءَ نُقِلَتْ عَنْهُ. وَقِيلَ: إِنَّهُ لَمَّا بَلَغَهُ قَتْلُهُ قَالَ: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ! مَالِكٌ وَمَا مَالِكٌ، وَهَلْ مَوْجُودٌ مِثْلُ ذَلِكَ؟ لَوْ كَانَ مِنْ حَدِيدٍ، لَكَانَ قَيْدًا أَوْ مِنْ حَجَرٍ، لَكَانَ صَلْدًا! عَلَى مَثَلِهِ فَلْتَبْكِ الْبَوَاكِي! وَهَذَا أَصَحُّ ; لِأَنَّهُ لَوْ كَانَ كَارِهًا لَهُ لَمْ يُولِهِ مِصْرَ.

وَكَانَ الْأَشْتَرُ قَدْ رَوَى الْحَدِيثَ عَنْ عُمَرَ وَعَلِيٍّ وَخَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ وَأَبِي ذَرٍّ.

<<  <  ج: ص:  >  >>