ذِكْرُ وِلَايَةِ زِيَادِ بْنِ أَبِيهِ بِلَادَ فَارِسَ
وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ وَلَّى عَلِيُّ زِيَادًا كِرْمَانَ وَفَارِسَ.
وَسَبَبُ ذَلِكَ أَنَّهُ لَمَّا قُتِلَ ابْنُ الْحَضْرَمِيِّ، وَاخْتَلَفَ النَّاسُ عَلَى عَلِيٍّ، طَمِعَ أَهْلُ فَارِسَ وَكِرْمَانَ فِي كَسْرِ الْخَرَاجِ، فَطَمِعَ أَهْلُ كُلِّ نَاحِيَةٍ وَأَخْرَجُوا عَامِلَهُمْ، وَأَخْرَجَ أَهْلُ فَارِسَ سَهْلَ بْنَ حُنَيْفٍ، فَاسْتَشَارَ عَلِيٌّ النَّاسَ فَقَالَ لَهُ جَارِيَةُ بْنُ قُدَامَةَ: أَلَا أَدُلَّكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى رَجُلٍ صُلْبِ الرَّأْيِ عَالِمٍ بِالسِّيَاسَةِ، كَافٍ لِمَا وَلِيَ؟ قَالَ: مَنْ هُوَ؟ قَالَ: زِيَادٌ. فَأَمَرَ عَلِيُّ ابْنَ عَبَّاسٍ أَنْ يُوَلِّيَ زِيَادًا، فَسَيَّرَهُ إِلَيْهَا فِي جَمْعٍ كَثِيرٍ، فَوَطِئَ بِهِمْ أَهْلَ فَارِسَ، وَكَانَتْ قَدِ اضْطَرَمَتْ، فَلَمْ يَزَلْ يَبْعَثُ إِلَى رُؤُوسِهِمْ يَعِدُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَيُمَنِّيهِ، وَيُخَوِّفُ مَنِ امْتَنَعَ عَلَيْهِ، وَضَرَبَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ، فَدَلَّ بَعْضُهُمْ عَلَى عَوْرَةِ بَعْضٍ، وَهَرَبَتْ طَائِفَةٌ، وَأَقَامَتْ طَائِفَةٌ، فَقَتَلَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، وَصَفَتْ لَهُ فَارِسُ وَلَمْ يَلْقَ مِنْهُمْ جَمْعًا وَلَا حَرْبًا، وَفَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ بِكِرْمَانَ. ثُمَّ رَجَعَ إِلَى فَارِسَ وَسَكَنَ النَّاسُ وَاسْتَقَامَتْ لَهُ، وَنَزَلَ إِصْطَخْرَ، وَحَصَّنَ قَلْعَةً تُسَمَّى قَلْعَةَ زِيَادٍ قُرَيْبَ إِصْطَخْرَ، (ثُمَّ تَحَصَّنَ فِيهَا بَعْدَ ذَلِكَ مَنْصُورٌ الْيَشْكُرِيُّ، فَهِيَ تُسَمَّى قَلْعَةَ مَنْصُورٍ) . (وَقِيلَ إِنَّ [ابْنَ] عَبَّاسٍ أَشَارَ بِوِلَايَتِهِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ) .
[الْوَفَيَاتُ]
وَفِيهَا مَاتَ أَبُو مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيُّ الْبَدْرِيُّ، وَقِيلَ فِي أَوَّلِ خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ، وَقِيلَ غَيْرُ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute