عَشْرَةَ، وَقِيلَ: لِثَلَاثَ عَشْرَةَ بَقِيَتْ مِنْهُ، وَقِيلَ: فِي شَهْرِ رَبِيعِ الْآخَرِ سَنَةَ أَرْبَعِينَ. وَالْأَوَّلُ أَصَحُّ.
قَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: «مَرِضَ عَلِيٌّ فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ وَعِنْدَهُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، فَجَلَسْتُ عِنْدَهُ، فَأَتَاهُ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَنَظَرَ فِي وَجْهِهِ، فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ مَا نَرَاهُ إِلَّا مَيِّتًا. فَقَالَ: " لَنْ يَمُوتَ هَذَا الْآنَ، وَلَنْ يَمُوتَ حَتَّى يُمْلَأَ غَيْظًا، وَلَنْ يَمُوتَ إِلَّا مَقْتُولًا» .
وَقِيلَ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ: إِنَّ عَلِيَّا كَانَ يَقُولُ: مَا يَمْنَعُ أَشْقَاكُمْ أَنْ يُخَضِّبَ هَذِهِ مِنْ هَذِهِ؟ يَعْنِي لِحْيَتَهُ مِنْ دَمِ رَأْسِهِ.
وَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ: كَانَ عَلِيٌّ لَمَّا دَخَلَ رَمَضَانُ يَتَعَشَّى لَيْلَةً عِنْدَ الْحَسَنِ، وَلَيْلَةً عِنْدَ الْحُسَيْنِ، وَلَيْلَةً عِنْدَ أَبِي جَعْفَرٍ، لَا يَزِيدُ عَلَى ثَلَاثِ لُقَمٍ، يَقُولُ: (أُحِبُّ أَنْ) يَأْتِينِي أَمْرُ اللَّهِ وَأَنَا خَمِيصٌ، وَإِنَّمَا هِيَ لَيْلَةٌ أَوْ لَيْلَتَانِ، فَلَمْ تَمْضِ لَيْلَةٌ حَتَّى قُتِلَ.
وَقَالَ الْحَسَنُ بْنُ كَثِيرٍ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: خَرَجَ عَلِيٌّ مِنَ الْفَجْرِ فَأَقْبَلَ الْإِوَزُّ يَصِحْنَ فِي وَجْهِهِ، فَطَرَدُوهُنَّ عَنْهُ، فَقَالَ: ذَرُوهُنَّ فَإِنَّهُنَّ نَوَائِحُ، فَضَرَبَهُ ابْنُ مُلْجَمٍ فِي لَيْلَتِهِ.
وَقَالَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ يَوْمَ قُتِلَ عَلِيٌّ: خَرَجْتُ الْبَارِحَةَ وَأَبِي يُصَلِّي فِي مَسْجِدِ دَارِهِ، فَقَالَ لِي: يَا بُنَيَّ إِنِّي بِتُّ أُوقِظُ أَهْلِي، لِأَنَّهَا لَيْلَةُ الْجُمُعَةِ صَبِيحَةَ بَدْرٍ، فَمَلَكَتْنِي عَيْنَايَ،
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute