وَقِيلَ: إِنَّ زِيَادًا لَمَّا قَالَ لِمُعَاوِيَةَ قَدْ بَقِيَتْ بَقِيَّةٌ مِنَ الْمَالِ وَقَدْ أَوْدَعْتُهَا، مَكَثَ مُعَاوِيَةُ يُرَدِّدُهُ، فَكَتَبَ زِيَادٌ كُتُبَا إِلَى قَوْمٍ (أَوْدَعَهُمُ الْمَالَ وَقَالَ لَهُمْ) : قَدْ عَلِمْتُمْ مَا لِي عِنْدَكُمْ مِنَ الْأَمَانَةِ فَتَدَبَّرُوا كِتَابَ اللَّهِ: {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ} [الأحزاب: ٧٢] الْآيَةَ، فَاحْتَفِظُوا بِمَا قِبَلَكُمْ. وَسَمَّى فِي الْكُتُبِ الْمَالَ الَّذِي أَقَرَّ بِهِ لِمُعَاوِيَةَ، وَأَمَرَ رَسُولَهُ أَنْ يَتَعَرَّضَ لِبَعْضِ مَنْ يُبَلِّغُ ذَلِكَ مُعَاوِيَةَ. فَفَعَلَ رَسُولُهُ، وَانْتَشَرَ ذَلِكَ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ لِزِيَادٍ حِينَ وَقَفَ عَلَى الْكُتُبِ: أَخَافَ أَنْ تَكُونَ مَكَرْتَ بِي فَصَالِحْنِي عَلَى مَا شِئْتَ. فَصَالَحَهُ عَلَى شَيْءٍ وَحَمَلَهُ إِلَيْهِ، وَمَبْلَغُهُ: أَلْفُ أَلْفِ دِرْهَمٍ، وَاسْتَأْذَنَهُ فِي نُزُولِ الْكُوفَةِ، فَأَذِنَ لَهُ، فَكَانَ الْمُغِيرَةُ يُكْرِمُهُ وَيُعَظِّمُهُ. فَكَتَبَ مُعَاوِيَةُ إِلَى الْمُغِيرَةِ لِيُلْزِمَ زِيَادًا وَحُجْرَ بْنَ عَدِيٍّ وَسُلَيْمَانَ بْنَ صُرَدٍ وَشَبَثَ بْنَ رِبْعِيٍّ وَابْنَ الْكَوَّا بْنِ الْحَمِقِ بِالصَّلَاةِ فِي الْجَمَاعَةِ، فَكَانُوا يَحْضُرُونَ مَعَهُ الصَّلَاةَ. (وَإِنَّمَا أَلْزَمَهُمْ بِذَلِكَ لِأَنَّهُمْ كَانُوا مِنْ شِيعَةِ عَلِيٍّ) .
ذِكْرُ عِدَّةِ حَوَادِثَ
وَحَجَّ هَذِهِ السَّنَةَ بِالنَّاسِ عَنْبَسَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ.
[الْوَفَيَاتُ] :
وَفِيهَا مَاتَ حَبِيبُ بْنُ مَسْلَمَةَ الْفِهْرِيُّ بِأَرْمِينِيَّةَ، وَكَانَ أَمِيرًا لِمُعَاوِيَةَ عَلَيْهَا، وَكَانَ قَدْ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute