فَأَقْبَلَ يَزِيدُ وَقَدْ دُفِنَ فَأَتَى قَبْرَهُ فَصَلَّى عَلَيْهِ.
ذِكْرُ نَسَبِهِ وَكُنْيَتِهِ وَأَزْوَاجِهِ وَأَوْلَادِهِ
أَمَّا نَسَبُهُ فَهُوَ: مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ، وَاسْمُ أَبِي سُفْيَانَ صَخْرُ بْنُ حَرْبِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيِّ بْنِ كِلَابٍ، وَكُنْيَتُهُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
وَأَمَّا نِسَاؤُهُ وَوَلَدُهُ، فَمِنْهُنَّ: مَيْسُونُ بِنْتُ بَحْدَلِ بْنِ أُنَيْفٍ الْكَلْبِيَّةِ أُمُّ يَزِيدَ ابْنِهِ، وَقِيلَ وَلَدَتْ بِنْتًا اسْمُهَا أَمَةُ رَبِّ الْمَشَارِقِ فَمَاتَتْ صَغِيرَةً:
وَمِنْهُنَّ فَاخِتَةُ ابْنَةُ قَرَظَةَ بْنِ عَبْدِ عَمْرِو بْنِ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مُنَافٍ، فَوَلَدَتْ لَهُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ وَعَبْدَ اللَّهِ ابْنَيْ مُعَاوِيَةَ، وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ أَحْمَقَ، اجْتَازَ يَوْمًا بِطَحَّانٍ وَبَغْلُهُ يَطْحَنُ، وَفِي عُنُقِهِ جَلَاجِلُ فَسَأَلَ عَنِ الْجَلَاجِلِ فَقَالَ: جَعَلْتُهَا فِي عُنُقِهِ لِأَعْلَمَ أَنْ قَدْ قَامَ فَلَمْ تَدُرِ الرَّحَا.
فَقَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ قَامَ وَحَرَّكَ رَأْسَهُ كَيْفَ تَعْلَمُ؟ فَقَالَ الطَّحَّانُ: إِنَّ بَغْلِي لَيْسَ لَهُ عَقْلٌ مِثْلُ عَقْلِ الْأَمِيرِ.
وَأَمَّا عَبْدُ الرَّحْمَنِ فَمَاتَ صَغِيرًا.
وَمِنْهُنَّ نَائِلَةُ ابْنَةُ عُمَارَةَ الْكِلَابِيَّةُ، تَزَوَّجَهَا وَقَالَ لِمَيْسُونَ: انْظُرِي إِلَيْهَا، فَنَظَرَتْ إِلَيْهَا وَقَالَتْ: رَأَيْتُهَا جَمِيلَةً، وَلَكِنِّي رَأَيْتُ تَحْتَ سُرَّتِهَا خَالًا، لَيُوضَعَنَّ رَأْسُ زَوْجِهَا فِي حِجْرِهَا! فَطَلَّقَهَا مُعَاوِيَةُ وَتَزَوَّجَهَا حَبِيبُ بْنُ مَسْلَمَةَ الْفِهْرِيُّ، ثُمَّ خَلَفَ عَلَيْهَا بَعْدَهُ النُّعْمَانُ بْنُ بَشِيرٍ، وَقُتِلَ فَوُضِعَ رَأْسُهُ فِي حِجْرِهَا.
وَمِنْهُنَّ كَتْوَةُ بِنْتُ قَرَظَةَ أُخْتُ فَاخِتَةَ، وَغَزَا قُبْرُسَ وَهِيَ مَعَهُ فَمَاتَتْ هُنَاكَ.
ذِكْرُ بَعْضِ سِيرَتِهِ وَأَخْبَارِهِ وَقُضَاتِهِ وَكُتَّابِهِ
لَمَّا بُويِعَ مُعَاوِيَةُ بِالْخِلَافَةِ اسْتَعْمَلَ عَلَى شُرْطَتِهِ قَيْسَ بْنَ حَمْزَةَ الْهَمْدَانِيَّ، ثُمَّ عَزَلَهُ وَاسْتَعْمَلَ زِمْلَ بْنَ عَمْرٍو الْعُذْرِيَّ، وَقِيلَ السَّكْسَكِيَّ. وَكَانَ كَاتِبُهُ وَصَاحِبُ أَمْرِهِ سَرْجُونَ الرُّومِيَّ، وَعَلَى حَرَسِهِ رَجُلٌ مِنَ الْمَوَالِي يُقَالُ لَهُ الْمُخْتَارُ، وَقِيلَ أَبُو الْمُخَارِقِ مَالِكٌ مَوْلَى حِمْيَرَ، وَكَانَ أَوَّلَ مَنِ اتَّخَذَ الْحَرَسَ، وَكَانَ عَلَى حُجَّابِهِ سَعْدٌ مَوْلَاهُ، وَعَلَى الْقَضَاءِ