وَقَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ لِمُعَاوِيَةَ: أَلَسْتُ أَنْصَحَ النَّاسِ لَكَ؟ قَالَ: بِذَلِكَ نِلْتَ مَا نِلْتَ.
قَالَ جُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءٍ أَيْضًا: كَانَ بُسْرُ بْنُ أَبِي أَرْطَاةَ عِنْدَ مُعَاوِيَةَ فَنَالَ مِنْ عَلِيٍّ وَزَيْدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ حَاضِرٌ، وَأُمُّهُ أُمُّ كُلْثُومٍ بِنْتُ عَلِيٍّ، فَعَلَاهُ بِالْعَصَا وَشَجَّهُ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ لِزَيْدٍ: عَمَدْتَ إِلَى شَيْخِ قُرَيْشٍ وَسَيِّدِ أَهْلِ الشَّامِ فَضَرَبْتَهُ! وَأَقْبَلَ عَلَى بُسْرٍ فَقَالَ: تَشْتُمُ عَلِيًّا وَهُوَ جَدُّهُ وَابْنُ الْفَارُوقِ عَلَى رُءُوسِ النَّاسِ! أَتَرَى أَنْ يَصْبِرَ عَلَى ذَلِكَ؟ فَأَرْضَاهُمَا جَمِيعًا.
وَقَالَ مُعَاوِيَةُ: إِنِّي لَأَرْفَعُ نَفْسِي مِنْ أَنْ يَكُونَ ذَنْبٌ أَعْظَمَ مِنْ عَفْوِي، وَجَهْلٌ أَكْبَرَ مِنْ حِلْمِي، وَعَوْرَةٌ لَا أُوَارِيهَا بِسَتْرِي، وَإِسَاءَةٌ أَكْثَرَ مِنْ إِحْسَانِي.
وَقَالَ مُعَاوِيَةُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَكَمِ: يَا ابْنَ أَخِي إِنَّكَ قَدْ لَهِجْتَ بِالشِّعْرِ، فَإِيَّاكَ وَالتَّشْبِيبَ بِالنِّسَاءِ فَتَعُرَّ الشَّرِيفَةَ، وَالْهِجَاءَ فَتَعُرَّ كَرِيمًا وَتَسْتَثِيرُ لَئِيمًا، وَالْمَدْحَ فَإِنَّهُ طُعْمَةُ الْوَقَاحِ، وَلَكِنِ افْخَرْ بِمَفَاخِرِ قَوْمِكَ وَقُلْ مِنَ الْأَمْثَالِ مَا تُزَيِّنُ بِهِ نَفْسَكَ وَتُؤَدِّبُ بِهِ غَيْرَكَ.
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ: قِيلَ لِمُعَاوِيَةَ: أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: أَشَدُّهُمْ لِي تَحْبِيبًا إِلَى النَّاسِ.
وَقَالَ مُعَاوِيَةُ: الْعَقْلُ وَالْحِلْمُ وَالْعِلْمُ أَفْضَلُ مَا أُعْطِيَ الْعِبَادُ، فَإِذَا ذُكِّرَ ذَكَرَ، وَإِذَا أُعْطِيَ شَكَرَ، وَإِذَا ابْتُلِيَ صَبَرَ، وَإِذَا غَضِبَ كَظَمَ، وَإِذَا قَدَرَ غَفَرَ، وَإِذَا أَسَاءَ اسْتَغْفَرَ، وَإِذَا وَعَدَ أَنْجَزَ.
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَيْرٍ: أَغْلَظَ لِمُعَاوِيَةَ رَجُلٌ فَأَكْثَرَ، فَقِيلَ لَهُ: أَتَحْلُمُ عَنْ هَذَا؟ فَقَالَ: إِنِّي لَا أَحُولُ بَيْنَ النَّاسِ وَبَيْنَ أَلْسِنَتِهِمْ مَا لَمْ يَحُولُوا بَيْنَنَا وَبَيْنَ مُلْكِنَا.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَامِرٍ: لَامَ مُعَاوِيَةُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَعْفَرٍ عَلَى الْغِنَاءِ، فَدَخَلَ عَبْدُ اللَّهِ عَلَى مُعَاوِيَةَ وَمَعَهُ بُدَيْحٌ وَمُعَاوِيَةُ وَاضِعٌ رِجْلًا عَلَى رِجْلٍ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ لِبُدَيْحٍ: إِيهًا يَا
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute