أَنَّ هَذَا كِتَابُهُ [إِلَيَّ] ؟ فَشَهِدَ جَمَاعَةٌ مِمَّنْ مَعَهُ، مِنْهُمْ: زَيْدُ بْنُ أَنَسٍ وَأَحْمَرُ بْنُ شُمَيْطٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ كَامِلٍ وَجَمَاعَتُهُمْ إِلَّا الشَّعْبِيَّ.
فَلَمَّا شَهِدُوا تَأَخَّرَ إِبْرَاهِيمُ عَنْ صَدْرِ الْفِرَاشِ وَأَجْلَسَ الْمُخْتَارَ عَلَيْهِ وَبَايَعَهُ ثُمَّ خَرَجُوا مِنْ عِنْدِهِ، وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ لِلشَّعْبِيِّ: قَدْ رَأَيْتُكَ لَمْ تَشْهَدْ مَعَ الْقَوْمِ أَنْتَ وَلَا أَبُوكَ، أَفَتَرَى هَؤُلَاءِ شَهِدُوا عَلَى حَقٍّ؟ فَقَالَ لَهُ: هَؤُلَاءِ سَادَةُ الْقُرَّاءِ وَمَشْيَخَةُ الْمِصْرِ وَفُرْسَانُ الْعَرَبِ وَلَا يَقُولُ مِثْلُهُمْ إِلَّا حَقًّا.
فَكَتَبَ أَسْمَاءَهُمْ وَتَرَكَهَا عِنْدَهُ، وَدَعَا إِبْرَاهِيمُ عَشِيرَتَهُ وَمَنْ أَطَاعَهُ وَأَقْبَلَ يَخْتَلِفُ إِلَى الْمُخْتَارِ كُلَّ عَشِيَّةٍ عِنْدَ الْمَسَاءِ يُدَبِّرُونَ أُمُورَهُمْ، وَاجْتَمَعَ رَأْيُهُمْ عَلَى أَنْ يَخْرُجُوا لَيْلَةَ الْخَمِيسِ لِأَرْبَعَ عَشْرَةَ مِنْ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ سَنَةَ سِتٍّ وَسِتِّينَ.
فَلَمَّا كَانَ تِلْكَ اللَّيْلَةُ عِنْدَ الْمَغْرِبِ صَلَّى إِبْرَاهِيمُ بِأَصْحَابِهِ ثُمَّ خَرَجَ يُرِيدُ الْمُخْتَارَ وَعَلَيْهِ عَلَى أَصْحَابِهِ السِّلَاحُ، وَقَدْ أَتَى إِيَاسُ بْنُ مُضَارِبٍ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُطِيعٍ فَقَالَ لَهُ: إِنَّ الْمُخْتَارَ خَارِجٌ عَلَيْكَ بِإِحْدَى هَاتَيْنِ اللَّيْلَتَيْنِ وَقَدْ بَعَثَ ابْنِي إِلَى الْكُنَاسَةِ فَلَوْ بَعَثْتَ فِي كُلِّ جَبَّانَةٍ عَظِيمَةٍ بِالْكُوفَةِ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِكَ فِي جَمَاعَةٍ مِنْ أَهْلِ الطَّاعَةِ لَهَابَ الْمُخْتَارُ وَأَصْحَابُهُ الْخُرُوجَ عَلَيْكَ.
فَبَعَثَ ابْنُ مُطِيعٍ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ سَعِيدِ بْنِ قَيْسٍ الْهَمْدَانِيَّ إِلَى جَبَّانَةِ السَّبِيعِ، وَقَالَ: اكْفِنِي قَوْمَكَ وَلَا تُحْدِثَنَّ بِهَا حَدَثًا. وَبَعَثَ كَعْبَ بْنَ أَبِي كَعْبٍ الْخَثْعَمِيَّ إِلَى جَبَّانَةِ بِشْرٍ. وَبَعَثَ زَحْرَ بْنَ قَيْسٍ الْجُعْفِيَّ إِلَى جَبَّانَةِ كِنْدَةَ. وَبَعَثَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مِخْنَفٍ إِلَى جَبَّانَةِ الصَّائِدِيِّينَ. وَبَعَثَ شَمِرَ بْنَ ذِي الْجَوْشَنِ إِلَى جَبَّانَةِ سَالِمٍ. وَبَعَثَ يَزِيدَ بْنَ رُوَيْمٍ إِلَى جَبَّانَةِ الْمُرَادِ، وَأَوْصَى كُلًّا مِنْهُمْ أَنْ لَا يُؤْتَى مِنْ قِبَلِهِ. وَبَعَثَ شَبَثَ بْنَ رِبْعِيٍّ إِلَى السَّبَخَةِ وَقَالَ: إِذَا سَمِعْتَ صَوْتَ الْقَوْمِ فَوَجِّهْ نَحْوَهُمْ.
وَكَانَ خُرُوجُهُمْ إِلَى الْجَبَابِينَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ، وَخَرَجَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْأَشْتَرِ يُرِيدُ الْمُخْتَارَ لَيْلَةَ الثُّلَاثَاءِ وَقَدْ بَلَغَهُ أَنَّ الْجَبَابِينَ قَدْ مُلِئَتْ رِجَالًا، وَأَنَّ إِيَاسَ بْنَ مُضَارِبٍ فِي الشُّرَطِ قَدْ أَحَاطَ بِالسُّوقِ وَالْقَصْرِ، فَأَخَذَ مَعَهُ مِنْ أَصْحَابِهِ نَحْوَ مِائَةِ دَارِعٍ، وَقَدْ لَبِسُوا عَلَيْهَا الْأَقْبِيَةَ، فَقَالَ لَهُ أَصْحَابُهُ: تَجَنَّبِ الطَّرِيقَ. فَقَالَ: وَاللَّهِ لَأُمَرَّنَ وَسَطَ السُّوقِ بِجَنْبِ الْقَصْرِ وَلَأُرْعِبَنَّ عَدُوَّنَا وَلَأُرِيَنَّهُمْ هَوَانَهُمْ عَلَيْنَا.
فَسَارَ عَلَى بَابِ الْفِيلِ ثُمَّ عَلَى دَارِ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، فَلَقِيَهُمْ إِيَاسُ بْنُ مُضَارِبٍ فِي
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute