للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الزَّهْرَانِيِّ، وَلِعَلِيِّ بْنِ أَصْمَعَ، وَلِعَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ بِشْرٍ، وَغَيْرِهِمْ نَحْوَ هَذَا مِنَ التَّوْبِيخِ وَالتَّقْرِيعِ، وَضَرْبِهِمْ مِائَةَ مِائَةٍ، وَحَلَقَ رُءُوسَهُمْ وَلِحَاهُمْ، وَهَدَمَ دُورَهُمْ وَصَحَّرَهُمْ فِي الشَّمْسِ ثَلَاثًا، وَحَمَلَهُمْ عَلَى طَلَاقِ نِسَائِهِمْ، وَجَمَّرَ أَوْلَادَهُمْ فِي الْبُعُوثِ، وَطَافَ بِهِمْ فِي أَقْطَارِ الْبَصْرَةِ، وَأَحْلَفَهُمْ أَنْ لَا يَنْكِحُوا الْحَرَائِرَ، وَهَدَمَ دَارَ مَالِكِ بْنِ مِسْمَعٍ وَأَخَذَ مَا فِيهَا، فَكَانَ مِمَّا أَخَذَ جَارِيَةٌ وَلَدَتْ لَهُ عَمْرَو بْنَ مُصْعَبٍ.

وَأَقَامَ مُصْعَبٌ بِالْبَصْرَةِ، ثُمَّ شَخَصَ إِلَى الْكُوفَةِ، فَلَمْ يَزَلْ بِهَا حَتَّى خَرَجَ إِلَى حَرْبِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ.

(الْمُغِيرَةُ بِضَمِّ الْمِيمِ، وَبِالْغَيْنِ، وَالرَّاءِ. خَالِدُ بْنُ أَسِيدٍ بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ، وَكَسْرِ السِّينِ. وَالْجُفْرَةُ بِضَمِّ الْجِيمِ، وَسُكُونِ الرَّاءِ) .

[وَفَاةُ عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ]

وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ مَاتَ عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَهُوَ جَدُّ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ لِأُمِّهِ، وَوُلِدَ قَبْلَ مَوْتِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِسَنَتَيْنِ.

ذِكْرُ مَقْتَلِ عُمَيْرِ بْنِ الْحُبَابِ بْنِ جَعْدَةَ السُّلَمِيِّ

فِي هَذِهِ السَّنَةِ قُتِلَ عُمَيْرُ بْنُ الْحُبَابِ بْنِ جَعْدَةَ السُّلَمِيُّ، وَنَحْنُ نَذْكُرُ سَبَبَ الْحَرْبِ بَيْنَ قَيْسٍ وَتَغْلِبَ حَتَّى آلَ الْأَمْرُ إِلَى قَتْلِ عُمَيْرٍ.

وَكَانَ سَبَبُ ذَلِكَ أَنَّهُ لَمَّا انْقَضَى أَمْرُ مَرْجِ رَاهِطٍ، وَسَارَ زُفَرُ بْنُ الْحَارِثِ الْكَلَّائِيُّ إِلَى قَرْقِيسِيَا، عَلَى مَا ذَكَرْنَاهُ، وَبَايَعَ عُمَيْرُ مَرْوَانَ بْنَ الْحَكَمِ وَفِي نَفْسِهِ مَا فِيهَا بِسَبَبِ قَتْلِ قَيْسٍ بِالْمَرْجِ، فَلَمَّا سَيَّرَ مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ زِيَادٍ إِلَى الْجَزِيرَةِ وَالْعِرَاقِ كَانَ عُمَيْرٌ مَعَهُ، فَلَقُوا سُلَيْمَانَ بْنَ صُرَدٍ بِعَيْنِ الْوَرْدَةِ، وَسَارَ عُبَيْدُ اللَّهِ إِلَى قَرْقِيسِيَا لِقِتَالِ زُفَرَ، فَثَبَّطَهُ عُمَيْرٌ، وَأَشَارَ عَلَيْهِ بِالْمَسِيرِ إِلَى الْمَوْصِلِ قَبْلَ وُصُولِ جَيْشِ الْمُخْتَارِ إِلَيْهَا، وَسَارَ إِلَيْهَا وَلَقِيَ إِبْرَاهِيمَ بْنَ الْأَشْتَرِ بِالْخَازِرِ، فَمَالَ عُمَيْرٌ مَعَهُ، فَانْهَزَمَ جَيْشُ عُبَيْدِ اللَّهِ وَقُتِلَ هُوَ، فَأَتَى عُمَيْرٌ قَرْقِيسِيَا وَصَارَ مَعَ زُفَرَ، فَجَعَلَا يَطْلُبَانِ كَلْبًا وَالْيَمَانِيَةَ بِمَنْ قَتَلُوا مِنْ قَيْسٍ، وَكَانَ مَعَهُمَا قَوْمٌ مِنْ تَغْلِبَ يُقَاتِلُونَ مَعَهُمَا وَيَدُلُّونَهُمَا.

<<  <  ج: ص:  >  >>