عَادَيْتُ فَضَرَرْتُ، وَوَالَيْتُ فَنَفَعْتُ.
وَلَمَّا رَأَى عَبْدُ الْمَلِكِ قِلَّةَ مَنْ مَعَ زُفَرَ قَالَ: لَوْ عَلِمْتُ أَنَّهُ فِي هَذِهِ الْقِلَّةِ لَحَاصَرْتُهُ أَبَدًا حَتَّى يَنْزِلَ عَلَى حُكْمِي. فَبَلَغَ قَوْلُهُ زُفَرَ فَقَالَ: إِنْ شِئْتَ رَجَعْنَا وَرَجَعْتَ. فَقَالَ: بَلْ نَفِي لَكَ يَا أَبَا الْهُذَيْلِ.
وَقَالَ لَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ يَوْمًا: بَلَغَنِي أَنَّكَ مِنْ كِنْدَةَ. فَقَالَ: وَمَا خَيْرُ مَنْ لَا يَبْغِي حَسَدًا، وَلَا يَدَّعِي رَغْبَةً!
وَتَزَوَّجَ مَسْلَمَةُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الرَّبَابَ بِنْتَ زُفَرَ، فَكَانَ يُؤْذَنُ لِأَخَوَيْهَا الْهُذَيْلِ وَالْكَوْثَرِ فِي أَوَّلِ النَّاسِ.
وَأَمَرَ زُفَرُ ابْنَهُ الْهُذَيْلَ أَنْ يَسِيرَ مَعَ عَبْدِ الْمَلِكِ إِلَى قِتَالِ مُصْعَبٍ وَقَالَ لَهُ: أَنْتَ لَا عَهْدَ عَلَيْكَ. فَسَارَ مَعَهُ، فَلَمَّا قَارَبَ مُصْعَبًا هَرَبَ إِلَيْهِ، وَقَاتَلَ مَعَ ابْنِ الْأَشْتَرِ، فَلَمَّا قُتِلَ ابْنُ الْأَشْتَرِ اخْتَفَى الْهُذَيْلُ بِالْكُوفَةِ حَتَّى اسْتُؤْمِنَ لَهُ مِنْ عَبْدِ الْمَلِكِ فَآمَنَهُ، كَمَا تَقَدَّمَ.
ذِكْرُ عِدَّةِ حَوَادِثَ
وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ افْتَتَحَ عَبْدُ الْمَلِكِ قَيْسَارِيَّةَ، فِي قَوْلِ الْوَاقِدِيِّ. وَفِيهَا نَزَعَ ابْنُ الزُّبَيْرِ جَابِرَ بْنَ الْأَسْوَدِ بْنِ عَوْفٍ عَنِ الْمَدِينَةِ، وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهَا طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْفٍ، وَهُوَ آخِرُ وَالٍ كَانَ لَهُ عَلَى الْمَدِينَةِ، حَتَّى أَتَاهُ طَارِقُ بْنُ عَمْرٍو مَوْلَى عُثْمَانَ، فَهَرَبَ طَلْحَةُ، وَأَقَامَ طَارِقٌ بِهَا حَتَّى سَارَ لِقِتَالِ ابْنِ الزُّبَيْرِ.
[الْوَفَيَاتُ]
وَفِي إِمَارَةِ مُصْعَبٍ مَاتَ الْبَرَاءُ بْنُ عَازِبٍ بِالْكُوفَةِ، وَيَزِيدُ بْنُ مُفَرِّغٍ الْحِمْيَرِيُّ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute