رَجُلٍ بِرَأْسٍ، فَيُقَالُ لَهُ: مَنْ أَنْتَ؟ فَيَقُولُ: قُرَيْعِيُّ. فَجَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْأَزْدِ بِرَأْسٍ، فَقِيلَ لَهُ: مَنْ أَنْتَ؟ فَقَالَ: قُرَيْعِيُّ، فَعَرَفَهُ جَهْمُ بْنُ زَحْرٍ، فَقَالَ: كَذِبَ، وَاللَّهِ إِنَّهُ أَزْدِيٌّ. فَقَالَ لَهُ قُتَيْبَةُ: مَا دَعَاكَ إِلَى هَذَا؟ فَقَالَ: رَأَيْتُ كُلَّ مَنْ جَاءَ يَقُولُ: قُرَيْعِيُّ، فَظَنَنْتُ أَنَّهُ يَنْبَغِي لِكُلِّ مَنْ جَاءَ بِرَأْسٍ أَنْ يَقُولَهُ، فَضَحِكَ قُتَيْبَةُ.
وَجُرِحَ خَاقَانُ وَابْنُهُ، وَفَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ، وَكَتَبَ [قُتَيْبَةُ] بِالْفَتْحِ إِلَى الْحَجَّاجِ.
ذِكْرُ صُلْحِ قُتَيْبَةَ مَعَ الصُّغْدِ
لَمَّا أَوْقَعَ قُتَيْبَةُ بِأَهْلِ بُخَارَى هَابَهُ الصُّغْدُ، فَرَجَعَ طَرْخُونُ مِلْكُهُمْ وَمَعَهُ فَارِسَانِ، فَدَنَا مِنْ عَسْكَرِ قُتَيْبَةَ، فَطَلَبَ رَجُلًا يُكَلِّمُهُ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ قُتَيْبَةُ حَيَّانَ النَّبَطِيَّ، فَطَلَبَ الصُّلْحَ عَلَى فِدْيَةٍ يُؤَدِّيهَا إِلَيْهِمْ، فَأَجَابَهُ قُتَيْبَةُ إِلَى مَا طَلَبَ وَصَالَحَ، وَرَجَعَ طَرْخُونُ إِلَى بِلَادِهِ وَرَجَعَ قُتَيْبَةُ وَمَعَهُ نِيزَكُ.
(حَيَّانُ: بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ، وَالْيَاءِ الْمُشَدَّدَةِ تَحْتَهَا نُقْطَتَانِ، وَآخِرُهُ نُونٌ) .
ذِكْرُ غَدْرِ نِيزَكُ وَفَتْحِ الطَّالْقَانِ
قِيلَ: لَمَّا رَجَعَ قُتَيْبَةُ مِنْ بُخَارَى وَمَعَهُ نِيزَكُ وَقَدْ خَافَ لِمَا يَرَى مِنَ الْفُتُوحِ، فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ: أَنَا مَعَ هَذَا، وَلَسْتُ آمَنُهُ، فَلَوِ اسْتَأْذَنْتُهُ وَرَجِعْتُ كَانَ الرَّأْيُ. قَالُوا: افْعَلْ. فَاسْتَأْذَنَ قُتَيْبَةَ، فَأَذِنَ لَهُ وَهُوَ بِآمُلَ، فَرَجَعَ طَخَارِسْتَانَ، وَأَسْرَعَ السَّيْرَ حَتَّى أَتَى النُّوبَهَارَ، فَنَزَلَ يُصَلِّي فِيهِ وَيَتَبَرَّكُ بِهِ، وَقَالَ لِأَصْحَابِهِ: لَا أَشُكُّ أَنَّ قُتَيْبَةَ قَدْ نَدِمَ عَلَى إِذْنِهِ لِي، وَسَيَبْعَثُ إِلَى الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ يَأْمُرُهُ بِحَبْسِي.
وَنَدِمَ قُتَيْبَةُ عَلَى إِذْنِهِ لَهُ، فَأَرْسَلَ إِلَى الْمُغِيرَةِ يَأْمُرُهُ بِحَبْسِ نِيزَكَ، وَسَارَ نِيزَكُ وَتَبِعَهُ الْمُغَيَّرَةُ، فَوَجَدَهُ قَدْ دَخَلَ شِعْبَ خُلْمٍ، فَرَجَعَ الْمُغِيرَةُ، وَأَظْهَرَ نِيزَكُ الْخَلْعَ وَكَتَبَ إِلَى أَصْبَهْبَذَ بَلْخَ، وَإِلَى بَاذَانَ مَلِكِ مَرْوِ الرُّوذِ، وَإِلَى مَلِكِ الطَّالْقَانِ، وَإِلَى مَلِكِ الْفَارِيَابِ، وَإِلَى مَلِكٍ الْجُوزَجَانِ، أَنْ يَدْعُوَهُمْ إِلَى خَلْعِ قُتَيْبَةَ، فَأَجَابُوهُ، فَوَاعَدَهُمُ الرَّبِيعَ أَنْ يَجْتَمِعُوا
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute