للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قَرَأَ الْكِتَابَ قَالَ: لَقَدْ شَقَقْنَا عَلَى سُلَيْمَانَ. وَتَكَلَّمَ يَزِيدُ وَاعْتَذَرَ، فَأَمَّنَهُ الْوَلِيدُ، فَرَجَعَ إِلَى سُلَيْمَانَ، وَكَتَبَ الْوَلِيدُ إِلَى الْحَجَّاجِ: إِنِّي لَمْ أَصِلْ إِلَى يَزِيدَ وَأَهْلِهِ مَعَ سُلَيْمَانَ، فَاكْفُفْ عَنْهُمْ. فَكَفَّ عَنْهُمْ.

وَكَانَ أَبُو عُيَيْنَةَ بْنُ الْمُهَلَّبِ عِنْدَ الْحَجَّاجِ عَلَيْهِ أَلْفُ أَلْفٍ، فَتَرَكَهَا وَكَفَّ عَنْ حَبِيبِ بْنِ الْمُهَلَّبِ.

وَأَقَامَ يَزِيدُ بْنُ الْمُهَلَّبِ عِنْدَ سُلَيْمَانَ يَهْدِي إِلَيْهِ الْهَدَايَا وَيَصْنَعُ لَهُ الْأَطْعِمَةَ، وَكَانَ لَا يَأْتِي [يَزِيدَ] هَدِيَّةٌ إِلَّا بَعَثَ بِهَا إِلَى سُلَيْمَانَ، وَلَا يَأْتِي سُلَيْمَانَ هَدِيَّةٌ إِلَّا بَعَثَ بِنِصْفِهَا إِلَى يَزِيدَ، وَكَانَ لَا تُعْجِبُهُ جَارِيَةٌ إِلَّا بَعَثَ بِهَا إِلَى يَزِيدَ.

ذِكْرُ عِدَّةِ حَوَادِثَ

فِي هَذِهِ السَّنَةِ غَزَا مَسْلَمَةُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ أَرْضَ الرُّومِ، فَفَتَحَ الْحُصُونَ الْخَمْسَةَ الَّتِي بِسُورِيَةَ، وَغَزَا عَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ حَتَّى بَلَغَ أَرْزَنَ وَبَلَغَ سُورِيَةَ.

وَفِيهَا اسْتَعْمَلَ الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ قُرَّةَ بْنَ شَرِيكٍ عَلَى مِصْرَ، وَعَزَلَ أَخَاهُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ.

وَفِيهَا أَسَرَتِ الرُّومُ خَالِدَ بْنَ كَيْسَانَ صَاحِبَ الْبَحْرِ، فَأَهْدَاهُ مَلِكُهُمْ إِلَى الْوَلِيدِ.

وَحَجَّ بِالنَّاسِ هَذِهِ السَّنَةَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَكَانَ أَمِيرًا عَلَى مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ وَالطَّائِفِ. وَكَانَ عَلَى الْعِرَاقِ وَالْمَشْرِقِ كُلِّهِ الْحَجَّاجُ بْنُ يُوسُفَ، وَعَامِلُهُ عَلَى الْبَصْرَةِ

<<  <  ج: ص:  >  >>