ثَمَانِيَةِ نَفَرٍ وَعِنْدَهُمْ أَمْوَالٌ قَدِ اخْتَانُوهَا [مِنْ فَيْءِ الْمُسْلِمِينَ. فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمْ] فَحَبَسَهُمْ بِقُهُنْدُزِ مَرْوَ، وَحَمَلَ جَهْمَ بْنَ زَحْرٍ عَلَى حِمَارٍ وَأَطَافَ بِهِ، فَضَرَبَهُ مِائَتَيْ سَوْطٍ، وَأَمَرَ بِهِ وَبِالثَّمَانِيَةِ الَّذِينَ حُبِسُوا مَعَهُ فَسُلِّمُوا إِلَى وَرْقَاءَ بْنِ نَصْرٍ الْبَاهِلِيِّ فَاسْتَعْفَاهُ، فَأَعْفَاهُ، فَسَلَّمَهُمْ إِلَى عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ دِثَارٍ، وَعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ دِثَارٍ، وَالزُّبَيْرِ بْنِ نَشِيطٍ مَوْلَى بَاهِلَةَ، فَقَتَلُوا فِي الْعَذَابِ جَهْمَ بْنَ زَحْرٍ، وَعَبْدَ الْعَزِيزِ، وَالْمُنْتَجِعَ، وَعَذَّبُوا الْقَعْقَاعَ وَقُومًا حَتَّى أَشْفَوْا عَلَى الْمَوْتِ، فَلَمْ يَزَالُوا فِي السِّجْنِ حَتَّى غَزَاهُمُ التُّرْكُ وَالصُّغْدُ، فَأَمَرَ سَعِيدٌ بِإِخْرَاجِهِمْ، وَكَانَ يَقُولُ: قَبَّحَ اللَّهُ الزُّبَيْرَ، فَإِنَّهُ قَتَلَ جَهْمًا!
ذِكْرُ الْبَيْعَةِ بِوِلَايَةِ الْعَهْدِ لِهِشَامٍ وَالْوَلِيدِ
لَمَّا وَجَّهَ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْجُيُوشَ إِلَى يَزِيدَ بْنِ الْمُهَلَّبِ، عَلَى مَا ذَكَرْنَاهُ، وَاسْتَعْمَلَ عَلَى الْجَيْشِ مَسْلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ أَخَاهُ، وَالْعَبَّاسَ بْنَ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَهُوَ ابْنُ أَخِيهِ، قَالَا لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ أَهْلَ الْعِرَاقِ أَهْلُ غَدْرٍ وَإِرْجَافٍ، وَقَدْ تَوَجَّهْنَا مُحَارِبِينَ وَالْحَوَادِثُ تَحْدُثُ، وَلَا نَأْمَنُ أَنْ يَرْجُفَ أَهْلُ الْعِرَاقِ، وَيَقُولُوا: مَاتَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، فَيَفُتُّ ذَلِكَ فِي أَعَضَادِنَا، فَلَوْ عَهِدْتَ عَهْدَ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْوَلِيدِ لَكَانَ رَأْيًا صَوَابًا.
فَبَلَغَ ذَلِكَ مَسْلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ، فَأَتَى أَخَاهُ يَزِيدَ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَيُّمَا أَحَبُّ إِلَيْكَ أَخُوكَ أَمِ ابْنُ أَخِيكَ؟ فَقَالَ: بَلْ أَخِي. فَقَالَ: فَأَخُوكَ أَحَقُّ بِالْخِلَافَةِ. فَقَالَ يَزِيدُ: إِذَا لَمْ تَكُنْ فِي وَلَدِي فَأَخِي أَحَقُّ بِهَا مِنِ ابْنِ أَخِي كَمَا ذَكَرْتَ. قَالَ: فَابْنُكَ لَمْ يَبْلُغْ فَبَايِعْ لِهِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ ثُمَّ بَعْدَهُ لِابْنِكَ الْوَلِيدِ، وَكَانَ الْوَلِيدُ يَوْمَئِذٍ ابْنُ إِحْدَى عَشْرَةَ سَنَةً، فَبَايَعَ بِوِلَايَةِ الْعَهْدِ لِهِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ أَخِيهِ، وَبَعْدَهُ لِابْنِهِ الْوَلِيدِ بْنِ يَزِيدَ، ثُمَّ عَاشَ يَزِيدُ حَتَّى بَلَغَ ابْنُهُ الْوَلِيدُ، فَكَانَ إِذَا رَآهُ يَقُولُ: اللَّهُ بَيْنِي وَبَيْنَ مَنْ جَعَلَ هِشَامًا بَيْنِي وَبَيْنَكَ.
ذِكْرُ غَزْوِ التُّرْكِ
لَمَّا وَلِيَ سَعِيدٌ خُرَاسَانَ اسْتَضْعَفَهُ النَّاسُ وَسَمَّوْهُ خُذَيْنَةَ، وَكَانَ قَدِ اسْتَعْمَلَ شُعْبَةَ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute