فَجَعَلَ عَلَيْهَا قُطْنَةً فَعُرِفَ بِذَلِكَ، وَهُوَ يَشْتَبِهُ بِثَابِتِ بْنِ قُطْبَةَ، بِالْبَاءِ الْمُوَحَّدَةِ، وَهُوَ خُزَاعِيٌّ وَذَاكَ عَتَكِيٌّ) .
ذِكْرُ اسْتِعْمَالِ مَسْلَمَةَ عَلَى الْعِرَاقِ وَخُرَاسَانَ
وَلَمَّا فَرَغَ مَسْلَمَةُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ مِنْ حَرْبِ يَزِيدَ بْنِ الْمُهَلَّبِ جَمَعَ لَهُ أَخُوهُ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ وِلَايَةَ الْكُوفَةِ وَالْبَصْرَةِ وَخُرَاسَانَ، فَأَقَرَّ مُحَمَّدَ بْنَ الْوَلِيدِ عَلَى الْكُوفَةِ، وَكَانَ قَدْ قَامَ بِأَمْرِ الْبَصْرَةِ بَعْدَ آلِ الْمُهَلَّبِ شَبِيبُ بْنُ الْحَارِثِ التَّمِيمِيُّ، فَبَعَثَ عَلَيْهَا مَسْلَمَةُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ سُلَيْمَانَ الْكَلْبِيَّ، وَعَلَى شُرْطَتِهَا وَأَحْدَاثِهَا عَمْرَو بْنَ يَزِيدَ التَّمِيمِيَّ، فَأَرَادَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ أَنْ يَسْتَعْرِضَ أَهْلَ الْبَصْرَةِ فَيَقْتُلَهُمْ، فَنَهَاهُ عَمْرٌو وَاسْتَمْهَلَهُ عَشَرَةَ أَيَّامٍ وَكَتَبَ إِلَى مَسْلَمَةَ بِالْخَبَرِ، فَعَزَلَهُ وَوَلَّى الْبَصْرَةَ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ بِشْرِ بْنِ مَرْوَانَ، وَأَقَرَّ عَمْرَو بْنَ يَزِيدَ عَلَى الشُّرَطِ وَالْأَحْدَاثِ.
ذِكْرُ اسْتِعْمَالِ سَعِيدِ خُذَيْنَةَ عَلَى خُرَاسَانَ لِمَسْلَمَةَ
اسْتَعْمَلَ مَسْلَمَةُ عَلَى خُرَاسَانَ سَعِيدَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْحَكَمِ بْنِ أَبِي الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ، وَهُوَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ سَعِيدُ خُذَيْنَةَ، وَإِنَّمَا لُقِّبَ بِذَلِكَ لِأَنَّهُ كَانَ رَجُلًا لَيِّنًا مُتَنَعِّمًا، فَدَخَلَ عَلَيْهِ مَلِكُ أَبْغَرَ وَسَعِيدٌ فِي ثِيَابٍ مُصَبَّغَةٍ، وَحَوْلَهُ مَرَافِقُ مُصَبَّغَةٌ، فَلَمَّا خَرَجَ مِنْ عِنْدِهِ قَالُوا: كَيْفَ رَأَيْتَ الْأَمِيرَ؟ قَالَ: خُذَيْنَةَ، فَلُقِّبَ خُذَيْنَةَ، وَخُذَيْنَةُ هِيَ الدِّهْقَانَةُ رَبَّةُ الْبَيْتِ.
وَكَانَ سَعِيدٌ تَزَوَّجَ ابْنَةَ مَسْلَمَةَ، فَلِهَذَا اسْتَعْمَلَهُ عَلَى خُرَاسَانَ. فَلَمَّا اسْتَعْمَلَ مَسْلَمَةُ سَعِيدًا عَلَى خُرَاسَانَ، سَارَ إِلَيْهَا، فَاسْتَعْمَلَ شُعْبَةَ بْنَ ظُهَيْرٍ النَّهْشَلِيَّ عَلَى سَمَرْقَنْدَ، فَسَارَ إِلَيْهَا، فَقَدِمَ الصُّغْدَ، وَكَانَ أَهْلُهَا كَفَرُوا فِي وِلَايَةِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ نُعَيْمٍ، ثُمَّ عَادُوا إِلَى الصُّلْحِ، فَخَطَبَ شُعْبَةُ أَهْلَ الصُّغْدِ، وَوَبَّخَ سُكَّانَهَا مِنَ الْعَرَبِ وَغَيْرِهِمْ بِالْجُبْنِ، وَقَالَ: مَا أَرَى فِيكُمْ جَرِيحًا، وَلَا أَسْمَعُ أَنَّةً. فَاعْتَذَرُوا إِلَيْهِ بِأَنْ جَبَّنُوا أَمِيرَهُمْ عِلْبَاءَ بْنَ حَبِيبٍ الْعَبْدِيَّ.
وَأَخَذَ سَعِيدٌ عُمَّالَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الَّذِينَ وُلُّوا أَيَّامَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَحَبَسَهُمْ ثُمَّ أَطْلَقَهُمْ، ثُمَّ رُفِعَ إِلَى سَعِيدٍ أَنَّ جَهْمَ بْنَ زَحْرٍ الْجُعْفِيَّ، وَعَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْحَجَّاجِ الزَّبِيدِيَّ، وَالْمُنْتَجِعَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَزْدِيَّ، وُلُّوا لِيَزِيدَ بْنِ الْمُهَلَّبِ فِي
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute