عَلَى مَلِكٍ بِالْعَقْرِ يَا صَاحِ جُبِّنَتْ
كَتَائِبُهُ وَاسْتَوْرَدَ الْمَوْتَ مُعْلِمَا ... أُصِيبَ وَلَمْ أَشْهَدْ وَلَوْ كُنْتُ شَاهِدًا
لَسَلَّبْتُ إِنْ لَمْ يَجْمَعِ الْحَيُّ مَأْتَمَا ... وَفِي غِيَرِ الْأَيَّامِ يَا هِنْدُ فَاعْلَمِي
لِطَالِبِ وِتْرٍ نَظْرَةٌ إِنْ تَلَوَّمَا ... فَعَلِّيَ إِنْ مَالَتْ بِيَ الرِّيحُ مَيْلَةً
عَلَى ابْنِ أَبِي ذِبَّانَ أَنْ يَتَنَدَّمَا ... أَمَسْلَمَ إِنْ تَقْدِرْ عَلَيْكَ رِمَاحُنَا
نُذِقْكَ بِهَا قَيْءَ الْأَسَاوِدِ مُسْلَمَا ... وَإِنْ نَلْقَ لِلْعَبَّاسِ فِي الدَّهْرِ عَثْرَةً
نُكَافِئُهُ بِالْيَوْمِ الَّذِي كَانَ قَدَّمَا ... قِصَاصًا وَلَمْ نَعْدُ الَّذِي كَانَ قَدْ أَتَى
إِلَيْنَا وَإِنْ كَانَ ابْنُ مَرْوَانَ أَظْلَمَا ... سَتَعْلَمُ إِنْ زَلَّتْ بِكَ النَّعْلُ زَلَّةً
وَأَظْهَرَ أَقْوَامٌ حَيَاءً مُجَمْجَمَا ... مَنِ الظَّالِمُ الْجَانِي عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ
إِذَا أُحْضِرَتْ أَسْبَابُ أَمْرٍ وَأُبْهِمَا ... وَإِنَّا لَعَطَّافُونَ بِالْحِلْمِ بَعْدَمَا
نَرَى الْجَهْلَ مِنْ فَرْطِ اللَّئِيمِ تَكَرُّمَا ... وَإِنَّا لَحَلَّالُونَ بِالثَّغْرِ لَا نَرَى
بِهِ سَاكِنًا إِلَّا الْخَمِيسَ الْعَرَمْرَمَا ... نَرَى أَنَّ لِلْجِيرَانِ حَقًّا وَذِمَّةً
إِذَا النَّاسُ لَمْ يَرْعَوْا لِذِي الْجَارِ مَحْرَمَا ... وَإِنَّا لَنَقْرِي الضَّيْفَ مِنْ قَمَعِ الذُّرَى
إِذَا كَانَ رَفْدُ الرَّافِدِينَ تَجَشُّمَا
وَلَهُ فِيهِ مَرْثِيَّاتٌ كَثِيرَةٌ.
وَأَمَّا أَبُو عُيَيْنَةَ بْنُ الْمُهَلَّبِ فَأَرْسَلَتْ هِنْدُ بِنْتُ الْمُهَلَّبِ إِلَى يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ فِي أَمَانِهِ، فَآمَنَهُ، وَبَقِيَ عُمَرُ وَعُثْمَانُ حَتَّى وَلِيَ أَسَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقَسْرِيُّ خُرَاسَانَ، فَكَتَبَ إِلَيْهِمَا بِأَمَانِهِمَا، فَقَدِمَا خُرَاسَانَ.
(قُطْنَةُ: بِالنُّونِ، وَهُوَ ثَابِتُ بْنُ كَعْبِ بْنِ جَابِرٍ الْعَتَكِيُّ الْأَزْدِيُّ، أُصِيبَتْ عَيْنُهُ بِخُرَاسَانَ،