للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَلَمَّا أَرَادَ اللَّهُ تَعَالَى أَنْ يَرُدَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ كَانَ بُخْتُنَصَّرُ قَدْ مَاتَ، فَإِنَّهُ عَاشَ بَعْدَ تَخْرِيبِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ أَرْبَعِينَ سَنَةً، فِي قَوْلِ بَعْضِ أَهْلِ الْعِلْمِ، وَمَلَكَ بَعْدَهُ ابْنٌ لَهُ يُقَالُ لَهُ أُولْمَرْدَجُ، فَلَمَّا مَلَكَ تَخَلَّطَ فِي أَمْرِهِ، فَعَزَلَهُ مَلِكُ الْفُرْسِ حِينَئِذٍ، وَهُوَ مُخْتَلَفٌ فِيهِ عَلَى مَا ذَكَرْنَاهُ، وَاسْتَعْمَلَ بَعْدَهُ دَارِيُوشَ عَلَى بَابِلَ، وَالشَّامِ، وَبَقِيَ ثَلَاثِينَ سَنَةً، ثُمَّ عَزَلَهُ وَاسْتَعْمَلَ مَكَانَهُ أَخْشُوِيرَشَ، فَبَقِيَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً، ثُمَّ مَلَكَ ابْنُهُ كِيرَشُ الْعِلْمِيُّ، وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثَ عَشْرَةَ سَنَةً، وَكَانَ قَدْ تَعَلَّمَ التَّوْرَاةَ وَدَانَ بِالْيَهُودِيَّةِ، وَفَهِمَ عَنْ دَانْيَالَ وَمَنْ مَعَهُ مِثْلَ حَنَانِيَا، وَعَزَارِيَا، وَغَيْرِهِمَا، فَسَأَلُوهُ أَنْ يَأْذَنَ لَهُمْ فِي الْخُرُوجِ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ، فَقَالَ: لَوْ كَانَ بَقِيَ مِنْكُمْ أَلْفُ نَبِيٍّ مَا فَارَقْتُكُمْ، وَوَلَّى دَانْيَالَ الْقَضَاءَ وَجَعَلَ إِلَيْهِ جَمِيعَ أَمْرِهِ، وَأَمَرَهُ أَنْ يُقَسِّمَ مَا غَنِمَهُ بُخْتُنَصَّرُ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَيْهِمْ، وَأَمَرَهُ بِعِمَارَةِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، فَعُمِّرَ فِي أَيَّامِهِ، وَعَادَ إِلَيْهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ.

وَهَذِهِ الْمُدَّةُ لِهَؤُلَاءِ الْمُلُوكِ مَعْدُودَةٌ مِنْ خَرَابِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ مَنْسُوبَةٌ إِلَى بُخْتُنَصَّرَ، وَكَانَ مُلْكُ كِيرَشَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ سَنَةً.

وَقِيلَ: إِنَّ الَّذِي أَمَرَ بِعَوْدِ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَى الشَّامِ بَشْتَاسِبُ بْنُ لَهْرَاسِبَ، وَكَانَ قَدْ

<<  <  ج: ص:  >  >>