للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بِأَنِّي قَدْ ظُلِمْتُ وَصَارَ قَوْمِي

عَلَى قَتْلِ الْوَلِيدِ مُشَايِعِينَا ... أَيَذْهَبُ كُلُّهُمْ بِدَمِي وَمَالِي

فَلَا غَثًّا أَصَبْتُ وَلَا سَمِينَا ... وَمَرْوَانٌ بِأَرْضِ بَنِي نِزَارٍ

كَلَيْثِ الْغَابِ مُفْتَرِسٍ عَرِينَا ... أَتُنْكَثُ بَيْعَتِي مِنْ أَجْلِ أُمِّي

فَقَدْ بَايَعْتُمُ قَبْلِي هَجِينَا ... فَإِنْ أَهْلِكْ أَنَا وَوَلِيُّ

عَهْدِي فَمَرْوَانٌ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَا

ثُمَّ قَالَ: ابْسُطْ يَدَكَ أُبَايِعْكَ. وَسَمِعَهُ مَنْ مَعَ مَرْوَانَ، وَكَانَ أَوَّلُ مَنْ بَايَعَهُ مُعَاوِيَةَ بْنَ يَزِيدَ بْنِ حُصَيْنِ بْنِ نُمَيْرٍ وَرُءُوسَ أَهْلِ حِمْصَ وَالنَّاسَ بَعْدَهُ، فَلَمَّا اسْتَقَرَّ لَهُ الْأَمْرُ رَجَعَ إِلَى مَنْزِلِهِ بِحَرَّانَ، وَطَلَبَ مِنْهُ الْأَمَانَ لِإِبْرَاهِيمَ بْنِ الْوَلِيدِ وَسُلَيْمَانَ بْنِ هِشَامٍ، فَآمَنَهُمَا، فَقَدِمَا عَلَيْهِ، وَكَانَ سُلَيْمَانُ بِتَدْمُرَ بِمَنْ مَعَهُ مِنْ إِخْوَتِهِ وَأَهْلِ أَبِيهِ وَمَوَالِيهِ الذَّكْوَانِيَّةَ فَبَايَعُوا مَرْوَانَ بْنَ مُحَمَّدٍ.

ذِكْرُ ظُهُورِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرَ

وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ ظَهَرَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ بِالْكُوفَةِ وَدَعَا إِلَى نَفْسِهِ.

وَكَانَ سَبَبُ ذَلِكَ أَنَّهُ قَدِمَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى الْكُوفَةِ، فَأَكْرَمَهُ وَأَجَازَهُ، وَأَجْرَى عَلَيْهِ وَعَلَى إِخْوَتِهِ كُلَّ يَوْمٍ ثَلَاثَمِائَةِ دِرْهَمٍ، فَكَانُوا كَذَلِكَ حَتَّى هَلَكَ يَزِيدُ بْنُ الْوَلِيدِ، وَبَايَعَ النَّاسُ أَخَاهُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ الْوَلِيدِ وَبَعْدَهُ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ الْحَجَّاجِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، فَلَمَّا بَلَغَ خَبَرُ بَيْعَتِهِمَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ بِالْكُوفَةِ بَايَعَ النَّاسُ، وَزَادَ فِي الْعَطَاءِ، وَكَتَبَ بِبَيْعَتِهِمَا إِلَى الْآفَاقِ، فَجَاءَتْهُ الْبَيْعَةُ، ثُمَّ بَلَغَهُ امْتِنَاعُ مَرْوَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ مِنَ الْبَيْعَةِ وَمَسِيرُهُ إِلَيْهِمَا إِلَى الشَّامِ، فَحَبَسَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُعَاوِيَةَ عِنْدَهُ وَزَادَهُ فِيمَا كَانَ يُجْرِي عَلَيْهِ

<<  <  ج: ص:  >  >>