للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يَزِيدُ نَحْوَ قَحْطَبَةَ فِي عَدَدٍ كَثِيرٍ لَا يُحْصَى وَمَعَهُ حَوْثَرَةُ بْنُ سُهَيْلٍ الْبَاهِلِيُّ، وَكَانَ مَرْوَانُ أَمَدَّ بِهِ ابْنَ هُبَيْرَةَ، وَسَارَ ابْنُ هُبَيْرَةَ حَتَّى نَزَلَ جَلُولَاءَ الْوَقِيعَةِ وَاحْتَفَرَ الْخَنْدَقَ الَّذِي كَانَتِ الْعَجَمُ احْتَفَرَتْهُ أَيَّامَ وَقْعَةِ جَلُولَاءَ، وَأَقَامَ بِهِ، وَأَقْبَلَ قَحْطَبَةُ حَتَّى نَزَلَ قَرْمَاسِينَ، ثُمَّ سَارَ إِلَى حُلْوَانَ، ثُمَّ إِلَى خَانِقِينَ، وَأَتَى عُكْبَرَاءَ وَعَبَرَ دِجْلَةَ وَمَضَى حَتَّى نَزَلَ دِمِمَّا دُونَ الْأَنْبَارِ، وَارْتَحَلَ ابْنُ هُبَيْرَةَ بِمَنْ مَعَهُ مُنْصَرِفًا مُبَادِرًا إِلَى الْكُوفَةِ لِقَحْطَبَةَ، وَقَدِمَ حَوْثَرَةُ فِي خَمْسَةَ عَشَرَ أَلْفًا إِلَى الْكُوفَةِ.

وَقِيلَ: إِنَّ حَوْثَرَةَ لَمْ يُفَارِقِ ابْنَ هُبَيْرَةَ.

وَأَرْسَلَ قَحْطَبَةُ طَائِفَةً مِنْ أَصْحَابِهِ إِلَى الْأَنْبَارِ وَغَيْرِهَا، وَأَمَرَهُمْ بِإِحْدَارِ مَا فِيهَا مِنَ السُّفُنِ إِلَى دِمِمَّا لِيَعْبُرُوا الْفُرَاتَ، فَحَمَلُوا إِلَيْهِ كُلَّ سَفِينَةٍ هُنَاكَ، فَقَطَعَ قَحْطَبَةُ الْفُرَاتَ مِنْ دِمِمَّا حَتَّى صَارَ فِي غَرْبِيِّهِ، ثُمَّ سَارَ يُرِيدُ الْكُوفَةَ حَتَّى انْتَهَى إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي فِيهِ ابْنُ هُبَيْرَةَ، وَخَرَجَتِ السَّنَةُ.

ذِكْرُ عِدَّةِ حَوَادِثَ

وَحَجَّ بِالنَّاسِ الْوَلِيدُ بْنُ عُرْوَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَطِيَّةَ السَّعْدِيُّ، وَهُوَ ابْنُ أَخِي عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مُحَمَّدٍ الَّذِي قَتَلَ أَبَا حَمْزَةَ، وَكَانَ هُوَ عَلَى الْحِجَازِ. وَلَمَّا بَلَغَ الْوَلِيدَ قَتْلُ عَمِّهِ عَبْدِ الْمَلِكِ مَضَى إِلَى الَّذِينَ قَتَلُوهُ فَقَتَلَ مِنْهُمْ مَقْتَلَةً عَظِيمَةً، وَبَقَرَ بُطُونَ نِسَائِهِمْ، وَقَتَلَ الصِّبْيَانَ، وَحَرَّقَ بِالنَّارِ مَنْ قَدَرَ عَلَيْهِ مِنْهُمْ.

وَكَانَ عَلَى الْعِرَاقِ يَزِيدُ [بْنُ عُمَرَ] بْنِ هُبَيْرَةَ، وَعَلَى قَضَاءِ الْكُوفَةِ: الْحَجَّاجُ بْنُ عَاصِمٍ الْمُحَارِبِيُّ، وَعَلَى قَضَاءِ الْبَصْرَةِ: عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ النَّاجِيُّ.

[الْوَفَيَاتُ]

وَفِيهَا تُوُفِّيَ مَنْصُورُ بْنُ الْمُعَدَّرِ السُّلَمِيُّ أَبُو عَتَّابٍ الْكُوفِيُّ.

<<  <  ج: ص:  >  >>