كُلَّ رَجُلٍ مِنْهُمْ إِلَى قَائِدٍ مِنْ قُوَّادِهِ، ثُمَّ أَمَرَ فَنُودِيَ: مَنْ كَانَ بِيَدِهِ أَسِيرٌ مِمَّنْ خَرَجَ إِلَيْنَا فَلْيَضْرِبْ عُنُقَهُ وَلْيَأْتِنَا بِرَأْسِهِ! فَفَعَلُوا ذَلِكَ، فَلَمْ يَبْقَ أَحَدٌ مِمَّنْ كَانَ قَدْ هَرَبَ مِنْ أَبِي مُسْلِمٍ إِلَّا قُتِلَ إِلَّا أَهْلَ الشَّامِ، فَإِنَّهُ وَفَّى لَهُمْ وَخَلَّى سَبِيلَهُمْ وَأَخَذَ عَلَيْهِمْ أَنْ لَا يُمَالِئُوا عَلَيْهِ عَدُوًّا، وَلَمْ يَقْتُلْ مِنْهُمْ أَحَدًا.
وَكَانَ مِمَّنْ قُتِلَ مِنْ أَهْلِ خُرَاسَانَ: أَبُو كَامِلٍ، وَحَاتِمُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ سُرَيْجٍ، وَابْنُ نَصْرِ بْنِ سَيَّارٍ، وَعَاصِمُ بْنُ عُمَيْرٍ، وَعَلِيُّ بْنُ عَقِيلٍ، وَبَيْهَسٌ.
وَلَمَّا حَاصَرَ قَحْطَبَةُ نَهَاوَنْدَ أَرْسَلَ ابْنَهُ الْحَسَنَ إِلَى مَرْجِ الْقَلْعَةِ، فَقَدَّمَ الْحَسَنُ خَازِمَ بْنَ خُزَيْمَةَ إِلَى حُلْوَانَ وَعَلَيْهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَلَاءِ الْكِنْدِيُّ، فَهَرَبَ مِنْ حُلْوَانَ وَخَلَّاهَا.
ذِكْرُ فَتْحِ شَهْرَزُورَ
ثُمَّ إِنَّ قَحْطَبَةَ وَجَّهَ أَبَا عَوْنٍ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ يَزِيدَ الْخُرَاسَانِيَّ وَمَالِكَ بْنَ طَرَافَةَ الْخُرَاسَانِيَّ فِي أَرْبَعَةِ آلَافٍ إِلَى شَهْرَزُورَ وَبِهَا عُثْمَانُ بْنُ سُفْيَانَ عَلَى مُقَدِّمَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَرْوَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ، فَنَزَلُوا عَلَى فَرْسَخَيْنِ مِنْ شَهْرَزُورَ فِي الْعِشْرِينَ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ وَقَاتَلُوا عُثْمَانَ بَعْدَ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ مِنْ نُزُولِهِمْ، فَانْهَزَمَ أَصْحَابُ عُثْمَانَ وَقُتِلَ، وَأَقَامَ أَبُو عَوْنٍ فِي بِلَادِ الْمَوْصِلِ.
وَقِيلَ: إِنَّ عُثْمَانَ لَمْ يُقْتَلْ وَلَكِنَّهُ هَرَبَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَرْوَانَ، وَغَنِمَ أَبُو عَوْنٍ عَسْكَرَهُ وَقَتَلَ مِنْ أَصْحَابِهِ مَقْتَلَةً عَظِيمَةً، وَسَيَّرَ قَحْطَبَةُ الْعَسَاكِرَ إِلَى أَبِي عَوْنٍ فَاجْتَمَعَ مَعَهُ ثَلَاثُونَ أَلْفًا.
وَلَمَّا بَلَغَ خَبَرُ أَبِي عَوْنٍ مَرْوَانَ بْنَ مُحَمَّدٍ، وَهُوَ بِحَرَّانَ، سَارَ مِنْهَا وَمَعَهُ جُنُودُ أَهْلِ الشَّامِ وَالْجَزِيرَةِ وَالْمَوْصِلِ، وَحَشَرَ مَعَهُ بَنُو أُمَيَّةَ أَبْنَاءَهُمْ، وَأَقْبَلَ نَحْوَ أَبِي عَوْنٍ حَتَّى نَزَلَ الزَّابَ الْأَكْبَرَ، وَأَقَامَ أَبُو عَوْنٍ بِشَهْرَزُورَ بَقِيَّةَ ذِي الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمِ مِنْ سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ، وَفَرَّضَ بِهَا بِخَمْسَةِ آلَافٍ.
ذِكْرُ مَسِيرِ قَحْطَبَةَ إِلَى ابْنِ هُبَيْرَةَ بِالْعِرَاقِ
وَلَمَّا قَدِمَ عَلَى يَزِيدَ بْنِ عُمَرَ بْنِ هُبَيْرَةَ أَمِيرِ الْعِرَاقِ ابْنُهُ دَاوُدُ مُنْهَزِمًا مِنْ حُلْوَانَ خَرَجَ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute