للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْقَوْلِ بِخَلْقِ الْقُرْآنِ وَالْقَدَرِ وَغَيْرِ ذَلِكَ.

وَقِيلَ: إِنَّ الْجَعْدَ كَانَ زِنْدِيقًا، وَعَظَهُ مَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ فَقَالَ: لَشَاهُ قُبَاذٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا تَدِينُ بِهِ. فَقَالَ لَهُ: قَتَلَكَ اللَّهُ، وَهُوَ قَاتِلُكَ، وَشَهِدَ عَلَيْهِ مَيْمُونٌ، وَطَلَبَهُ هِشَامٌ فَظَفِرَ بِهِ، وَسَيَّرَهُ إِلَى خَالِدٍ الْقَسْرِيِّ فَقَتَلَهُ، فَكَانَ النَّاسُ يَذُمُّونَ مَرْوَانَ بِنِسْبَتِهِ إِلَيْهِ.

وَكَانَ مَرْوَانُ أَبْيَضَ أَشْهَلَ شَدِيدَ الشُّهْلَةِ، ضَخْمَ الْهَامَةِ، كَثَّ اللِّحْيَةِ أَبْيَضَهَا، رَبْعَةً، وَكَانَ شُجَاعًا حَازِمًا، إِلَّا أَنَّ مُدَّتَهُ انْقَضَتْ فَلَمْ يَنْفَعْهُ حَزْمُهُ وَلَا شَجَاعَتُهُ.

(عَيَّاشٌ بِالْيَاءِ تَحْتَهَا نُقْطَتَانِ، وَالشِّينِ الْمُعْجَمَةِ) .

ذِكْرُ مَنْ قُتِلَ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ

دَخَلَ سُدَيْفٌ عَلَى السَّفَّاحِ وَعِنْدَهُ سُلَيْمَانُ بْنُ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَقَدْ أَكْرَمَهُ، فَقَالَ سُدَيْفٌ:

لَا يَغُرَّنَّكَ مَا تَرَى مِنَ الرِّجَالِ ... إِنَّ تَحْتَ الضُّلُوعِ دَاءً دَوِيَّا

فَضَعِ السَّيْفَ وَارْفَعِ السَّوْطَ حَتَّى ... لَا تَرَى فَوْقَ ظَهْرِهَا أُمَوِيَّا.

فَقَالَ سُلَيْمَانُ: قَتَلْتَنِي يَا شَيْخُ! وَدَخَلَ السَّفَّاحُ، وَأُخِذَ سُلَيْمَانُ فَقُتِلَ.

وَدَخَلَ شِبْلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ وَعِنْدَهُ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ نَحْوُ تِسْعِينَ رَجُلًا عَلَى الطَّعَامِ، فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ شِبْلٌ، فَقَالَ:

أَصْبَحَ الْمُلْكُ ثَابِتَ الْأَسَاسِ ... بِالْبَهَالِيلِ مِنْ بَنِي الْعَبَّاسِ

طَلَبُوا وِتْرَ هَاشِمٍ فَشَفَوْهَا ... بَعْدَ مَيْلٍ مِنَ الزَّمَانِ وَيَاسِ

لَا تُقِيلَنَّ عَبْدَ شَمْسٍ عِثَارًا ... وَاقْطَعَنْ كُلَّ رَقْلَةٍ وَغِرَاسِ

<<  <  ج: ص:  >  >>