للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَكَانَ بَيْنَ مَخْرِجِ سُنْبَاذَ وَقَتْلِهِ سَبْعَوْنَ لَيْلَةً، وَكَانَ سَبَبُ قَتْلِهِ أَنَّهُ قَصَدَ طَبَرِسْتَانَ مُلْتَجِئًا إِلَى صَاحِبِهَا، فَأَرْسَلَ إِلَى طَرِيقِهِ عَامِلًا لَهُ اسْمُهُ طَوْسُ، فَتَكَبَّرَ عَلَيْهِ سُنْبَاذُ، فَضَرَبَ طَوْسُ عُنُقَهُ، وَكَتَبَ إِلَى الْمَنْصُورِ بِقَتْلِهِ وَأَخَذَ مَا مَعَهُ مِنَ الْأَمْوَالِ، وَكَتَبَ الْمَنْصُورُ إِلَى صَاحِبِ طَبَرِسْتَانَ يَطْلُبُ مِنْهُ الْأَمْوَالَ، فَأَنْكَرَهَا، فَسَيَّرَ الْجُنُودَ إِلَيْهِ، فَهَرَبَ إِلَى الدَّيْلَمِ.

ذِكْرُ خُرُوجِ مُلَبَّدِ بْنِ حَرْمَلَةَ

وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ خَرَجَ مُلَبَّدُ بْنُ حَرْمَلَةَ الشَّيْبَانِيُّ، فَحَكَمَ بِنَاحِيَةِ الْجَزِيرَةِ، فَسَارَتْ إِلَيْهِ رَوَابِطُ الْجَزِيرَةِ، وَهُوَ فِي نَحْوِ أَلْفِ فَارِسٍ، فَقَاتَلَهُمْ وَهَزَمَهُمْ وَقَتَلَ مِنْهُمْ.

ثُمَّ سَارَ إِلَيْهِ يَزِيدُ بْنُ حَاتِمٍ الْمُهَلَّبِيُّ، فَهَزَمَهُ مُلَبَّدٌ وَأَخَذَ جَارِيَةً لَهُ كَانَ يَطَؤُهَا، فَوَجَّهَ الْمَنْصُورُ مَوْلَاهُ مُهَلْهَلَ بْنَ صَفْوَانَ فِي أَلْفَيْنِ مِنْ نُخْبَةِ الْجُنْدِ، فَهَزَمَهُمْ مُلَبَّدٌ، وَاسْتَبَاحَ عَسْكَرَهُمْ.

ثُمَّ وَجَّهَ إِلَيْهِ نِزَارًا قَائِدًا مِنْ قُوَّادِ خُرَاسَانَ، فَقَتَلَهُ مُلَبَّدٌ وَانْهَزَمَ أَصْحَابُهُ. ثُمَّ وَجَّهَ إِلَيْهِ زِيَادَ بْنَ مُشْكَانَ فِي جَمْعٍ كَثِيرٍ، فَلَقِيَهُمْ مُلَبَّدٌ فَهَزَمَهُمْ.

ثُمَّ وَجَّهَ إِلَيْهِ صَالِحَ بْنَ صُبَيْحٍ فِي جَيْشٍ كَثِيفٍ، وَخَيْلٍ كَثِيرَةٍ وَعُدَّةٍ، فَهَزَمَهُمْ مُلَبَّدٌ.

ثُمَّ سَارَ إِلَيْهِ حُمَيْدُ بْنُ قَحْطَبَةَ وَهُوَ عَلَى الْجَزِيرَةِ يَوْمَئِذٍ، فَلَقِيَهُ مُلَبَّدٌ فَهَزَمَهُ، وَتَحَصَّنَ مِنْهُ حُمَيْدُ بْنُ قَحْطَبَةَ وَأَعْطَاهُ مِائَةَ أَلْفِ دِرْهَمٍ عَلَى أَنْ يَكُفَّ عَنْهُ.

وَقِيلَ: إِنَّ خُرُوجَ مُلَبَّدٍ كَانَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ.

<<  <  ج: ص:  >  >>