للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذِكْرُ خُرُوجِ الْعَلَاءِ بِالْأَنْدَلُسِ

وَفِيهَا سَارَ الْعَلَاءُ بْنُ مُغِيثٍ الْيَحْصُبِيُّ (مِنْ إِفْرِيقِيَّةَ إِلَى مَدِينَةٍ) بِنَاحِيَةٍ مِنَ الْأَنْدَلُسِ، وَلَبِسَ السَّوَادَ، وَقَامَ بِالدَّوْلَةِ الْعَبَّاسِيَّةِ وَخَطَبَ لِلْمَنْصُورِ، وَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ خَلْقٌ كَثِيرٌ، فَخَرَجَ إِلَيْهِ الْأَمِيرُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْأُمَوِيُّ، فَالْتَقَيَا بِنَوَاحِي إِشْبِيلِيَّةَ، ثُمَّ تَحَارَبَا أَيَّامًا، فَانْهَزَمَ الْعَلَاءُ وَأَصْحَابُهُ، وَقُتِلَ مِنْهُمْ فِي الْمَعْرَكَةِ سَبْعَةُ آلَافٍ، وَقُتِلَ الْعَلَاءُ.

وَأَمَرَ بَعْضَ التُّجَّارِ بِحَمْلِ رَأْسِهِ وَرُءُوسِ جَمَاعَةٍ مِنْ مَشَاهِيرِ أَصْحَابِهِ إِلَى الْقَيْرَوَانِ وَإِلْقَائِهَا بِالسُّوقِ سِرًّا، فَفُعِلَ ذَلِكَ، ثُمَّ حُمِلَ مِنْهَا شَيْءٌ إِلَى مَكَّةَ، فَوَصَلَتْ وَكَانَ بِهَا الْمَنْصُورُ، وَكَانَ مَعَ الرُّءُوسِ لِوَاءٌ أَسْوَدُ وَكِتَابٌ كَتَبَهُ الْمَنْصُورُ لِلْعَلَاءِ.

ذِكْرُ عِدَّةِ حَوَادِثَ.

فِي هَذِهِ السَّنَةِ عُزِلَ سَلْمُ بْنُ قُتَيْبَةَ عَنِ الْبَصْرَةِ. وَكَانَ سَبَبُ عَزْلِهِ أَنَّ الْمَنْصُورَ كَتَبَ إِلَيْهِ يَأْمُرُهُ بِهَدْمِ دُورِ مَنْ خَرَجَ مَعَ إِبْرَاهِيمَ، وَبِعَقْرِ نَخْلِهِمْ، فَكَتَبَ سَلْمٌ: بِأَيِّ ذَلِكَ أَبْدَأُ، بِالدُّورِ أَمْ بِالنَّخْلِ؟ فَأَنْكَرَ الْمَنْصُورُ ذَلِكَ عَلَيْهِ وَعَزَلَهُ.

وَاسْتَعْمَلَ مُحَمَّدَ بْنَ سُلَيْمَانَ، فَعَاثَ بِالْبَصْرَةِ وَهَدَمَ دَارَ أَبِي مَرْوَانَ، وَدَارَ عَوْنِ بْنِ مَالِكٍ، وَدَارَ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ زِيَادٍ، وَغَيْرِهِمْ.

وَغَزَا الصَّائِفَةَ هَذِهِ السَّنَةَ جَعْفَرُ بْنُ حَنْظَلَةَ الْبَهْرَانِيُّ.

وَفِيهَا عُزِلَ عَنِ الْمَدِينَةِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الرَّبِيعِ الْحَارِثِيُّ، وَوَلِيَ مَكَانَهُ جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، فَقَدِمَهَا فِي رَبِيعٍ الْأَوَّلِ، وَفِيهَا عُزِلَ عَنْ مَكَّةَ السَّرِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَوَلِيَهَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيٍّ.

<<  <  ج: ص:  >  >>