مُحَمَّدَ بْنَ عِيسَى بْنِ نَهِيكٍ، وَعَلَى حَرَسِهِ عُثْمَانَ بْنَ عِيسَى بْنِ نَهِيكٍ، وَعَلَى رَسَائِلِهِ عَلِيَّ بْنَ صَالِحٍ الْمُصَلَّى.
ذِكْرُ خِلَافِ أَهْلِ تُونِسَ عَلَى ابْنِ الْأَغْلَبِ
فِي هَذِهِ السَّنَةِ عَصَى عِمْرَانُ بْنُ مُجَالِدٍ الرَّبِيعِيُّ، وَقُرَيْشُ بْنُ التُّونِسِيِّ بِتُونِسَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْأَغْلَبِ أَمِيرِ إِفْرِيقِيَّةَ، وَاجْتَمَعَ فِيهَا خَلْقٌ كَثِيرٌ، وَحُصِرَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْأَغْلَبِ بِالْقَصْرِ، وَجَمَعَ مَنْ أَطَاعَهُ، وَخَالَفَ عَلَيْهِ أَيْضًا أَهْلُ الْقَيْرَوَانِ فِي جُمَادَى الْآخِرَةِ، فَكَانَتْ بَيْنَهُمْ وَقْعَةٌ وَحَرْبٌ قُتِلَ فِيهَا جَمَاعَةٌ (مِنْ رِجَالِ ابْنِ الْأَغْلَبِ) .
وَقَدِمَ عِمْرَانُ بْنُ مُجَالِدٍ فِيمَنْ مَعَهُ، فَدَخَلَ الْقَيْرَوَانَ عَاشِرَ رَجَبٍ، وَقَدِمَ قُرَيْشٌ مِنْ تُونِسَ إِلَيْهِ، فَكَانَتْ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ ابْنِ الْأَغْلَبِ وَقْعَةٌ فِي رَجَبٍ، فَانْهَزَمَ أَصْحَابُ ابْنِ الْأَغْلَبِ، ثُمَّ الْتَقَوْا فِي الْعِشْرِينَ مِنْهُ، فَانْهَزَمُوا ثَانِيَةً أَيْضًا، (ثُمَّ الْتَقَوْا ثَالِثَةً فِيهِ أَيْضًا، فَكَانَ الظَّفَرُ لِابْنِ الْأَغْلَبِ، وَأَرْسَلَ عِمْرَانُ بْنُ مُجَالِدٍ إِلَى أَسَدِ بْنِ الْفُرَاتِ الْفَقِيهِ لِيَخْرُجَ مَعَهُمْ، فَامْتَنَعَ، فَأَعَادَ الرَّسُولَ يَقُولُ لَهُ: تَخْرُجُ مَعَنَا، وَإِلَّا أَرْسَلْتُ إِلَيْكَ مَنْ يَجُرُّ بِرِجْلِكَ، فَقَالَ أَسَدٌ لِلرَّسُولِ: قُلْ لَهُ: وَاللَّهِ إِنْ خَرَجْتُ لَأَقُولَنَّ لِلنَّاسِ: إِنَّ الْقَاتِلَ وَالْمَقْتُولَ فِي النَّارِ. فَتَرَكَهُ) .
ذِكْرُ عِصْيَانِ أَهْلِ مَارِدَةَ وَغَزْوِ الْحَكَمِ بِلَادَ الْفِرِنْجِ
فِي هَذِهِ السَّنَةِ عَاوَدَ أَهْلُ مَارِدَةَ الْخِلَافَ عَلَى الْحَكَمِ بْنِ هِشَامٍ، أَمِيرِ الْأَنْدَلُسِ، وَعَصَوْا عَلَيْهِ، فَسَارَ بِنَفْسِهِ إِلَيْهِمْ، وَقَاتَلَهُمْ، وَلَمْ تَزَلْ سَرَايَاهُ وَجُيُوشُهُ تَتَرَدَّدُ وَتُقَاتِلُهُمْ هَذِهِ السَّنَةَ، وَسَنَةَ خَمْسٍ، وَسَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ.
وَطَمِعَ الْفِرِنْجُ فِي ثُغُورِ الْمُسْلِمِينَ، وَقَصَدُوهَا بِالْغَارَةِ وَالْقَتْلِ، وَالنَّهْبِ وَالسَّبْيِ، وَكَانَ الْحَكَمُ مَشْغُولًا بِأَهْلِ مَارِدَةَ، فَلَمْ يَتَفَرَّغْ لِلْفِرِنْجِ، فَأَتَاهُ الْخَبَرُ بِشِدَّةِ الْأَمْرِ عَلَى أَهْلِ الثَّغْرِ، وَمَا بَلَغَ الْعَدُوُّ مِنْهُمْ، وَسَمِعَ أَنَّ امْرَأَةً مُسْلِمَةً أُخِذَتْ سَبِيَّةً، فَنَادَتْ: وَاغَوْثَاهُ يَا
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute