بَقِينَ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ، وَوَضَعُوا يَوْمَ الْجُمُعَةِ رَجُلًا يَقُولُ: إِنَّا نُرِيدُ أَنْ نَدْعُوَ لِلْمَأْمُونِ، وَمِنْ بَعْدِهِ لِإِبْرَاهِيمَ، وَوَضَعُوا مَنْ يُجِيبُهُ بِأَنَّنَا لَا نَرْضَى إِلَّا أَنْ تُبَايِعُوا لِإِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمَهْدِيِّ بِالْخِلَافَةِ، وَمِنْ بَعْدِهِ لِإِسْحَاقَ بْنِ مُوسَى الْهَادِي، وَتَخْلَعُوا الْمَأْمُونَ، فَفَعَلُوا مَا أَمَرُوهُمْ بِهِ، فَلَمْ يُصَلِّ النَّاسُ جُمُعَةً، وَتَفَرَّقُوا، وَكَانَ ذَلِكَ لِلَيْلَتَيْنِ بَقِيَتَا مِنْ ذِي الْحِجَّةِ مِنَ السَّنَةِ.
ذِكْرُ فَتْحِ جِبَالِ طَبَرِسْتَانَ وَالدَّيْلَمِ
فِي هَذِهِ السَّنَةِ افْتَتَحَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خُرْدَاذْبَهَ وَالِي طَبَرِسْتَانَ الْبَلَاذُرِ، وَالَشَّيْزَرِ، مِنْ بِلَادِ الدَّيْلَمِ، وَافْتَتَحَ جِبَالَ طَبَرِسْتَانَ، فَأَنْزَلَ شَهْرَيَارَ بْنَ شَرْوِينَ عَنْهَا، وَأَشْخَصَ مَازِيَارَ بْنَ قَارَنَ إِلَى الْمَأْمُونِ، وَأَسَرَ أَبَا لَيْلَى مَلِكَ الدَّيْلَمِ.
ذِكْرُ ابْتِدَاءِ أَمْرِ بَابَكَ الْخُرَّمِيِّ
وَفِيهَا تَحَرَّكَ بَابَكُ الْخُرَّمِيُّ فِي الْجَاوِيدَانِيَّةِ، أَصْحَابِ جَاوِيدَانَ بْنِ سَهْلٍ، صَاحِبِ الْبَذِّ، وَادَّعَى أَنَّ رُوحَ جَاوِيدَانَ دَخَلَتْ فِيهِ، وَأَخَذَ فِي الْعَيْثِ وَالْفَسَادِ.
وَتَفْسِيرُ جَاوِيدَانَ: الدَّائِمُ الْبَاقِي، وَمَعْنَى خُرَّمَ: فَرْجٌ، وَهِيَ مَقَالَاتُ الْمَجُوسِ، وَالرَّجُلُ مِنْهُمْ يَنْكِحُ أُمَّهُ، وَأُخْتَهُ، وَابْنَتَهُ، وَلِهَذَا يُسَمُّونَهُ دِينَ الْفَرْجِ، وَيَعْتَقِدُونَ مَذْهَبَ التَّنَاسُخِ، وَأَنَّ الْأَرْوَاحَ تَنْتَقِلُ مِنْ حَيَوَانٍ إِلَى غَيْرِهِ.
ذِكْرُ وِلَايَةِ زِيَادَةِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْأَغْلَبِ إِفْرِيقِيَّةَ
وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ سَادِسَ ذِي الْحِجَّةِ تُوُفِّيَ أَبُو الْعَبَّاسِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْأَغْلَبِ، أَمِيرُ إِفْرِيقِيَّةَ، وَكَانَتْ إِمَارَتُهُ خَمْسَ سِنِينَ وَنَحْوَ شَهْرَيْنِ.
وَكَانَ سَبَبَ مَوْتِهِ أَنَّهُ حَدَّدَ عَلَى كُلِّ فَدَّانٍ فِي عَمَلِهِ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ دِينَارًا كُلَّ سَنَةٍ،
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute