وَكَانَ مُتَغَلِّبًا عَلَى الْمَوْصِلِ.
وَسَبَبُ قَتْلِهِ أَنَّهُ خَرَجَ وَمَعَهُ جَمَاعَةٌ مِنْ قَوْمِهِ وَمِنَ الْأَزْدِ، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَى رُسْتَاقِ نِينَوَى وَالْمَرْجِ قَالَ: نِعْمَ الْبِلَادُ لِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ! فَقَالَ بَعْضُ الْأَزْدِ: فَمَا نَصْنَعُ نَحْنُ؟ قَالَ: تَلْحَقُونَ بِعُمَانَ. فَانْتَشَرَ الْخَبَرُ.
ثُمَّ إِنَّ عَلِيًّا أَخَذَ رَجُلًا مِنَ الْأَزْدِ يُقَالُ لَهُ عَوْنُ بْنُ جَبَلَةَ، فَبَنَى عَلَيْهِ حَائِطًا، فَمَاتَ فِيهِ، وَظَهَرَ خَبَرُهُ، فَرَكِبَتِ الْأَزْدُ وَعَلَيْهِمُ السَّيِّدُ بْنُ أَنَسٍ، فَاقْتَتَلُوا، وَاسْتَنْصَرَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بِخَارِجِيٍّ يُقَالُ لَهُ مَهْدِيُّ بْنُ عُلْوَانَ، فَأَتَاهُ، فَدَخَلَ الْبَلَدَ، وَصَلَّى بِالنَّاسِ، وَدَعَا لِنَفْسِهِ، وَاشْتَدَّتِ الْحَرْبُ، وَكَانَتْ أَخِيرًا عَلَى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ وَأَصْحَابِهِ، فَخَرَجُوا عَنِ الْبَلَدِ إِلَى الْحَدِيثَةِ، فَتَبِعَهُمُ الْأَزْدُ إِلَيْهَا، فَقَتَلُوا عَلِيًّا وَأَخَاهُ أَحْمَدَ وَجَمَاعَةً مِنْ أَهْلِهِمَا، وَسَارَ أَخُوهُمَا مُحَمَّدٌ إِلَى بَغْدَاذَ فَنَجَا، وَعَادَتِ الْأَزْدُ إِلَى الْمَوْصِلِ، وَغَلَبَ السَّيِّدُ عَلَيْهَا، وَخَطَبَ لِلْمَأْمُونِ وَأَطَاعَهُ.
(الْهَمْدَانِيُّ هَاهُنَا نِسْبَةً إِلَى هَمْدَانَ بِسُكُونِ الْمِيمِ وَبِالدَّالِ الْمُهْمَلَةِ، وَهِيَ قَبِيلَةٌ مِنَ الْيَمَنِ) .
ذِكْرُ عِدَّةِ حَوَادِثَ
وَفِيهَا تَزَوَّجَ الْمَأْمُونُ بُورَانَ بِنْتَ الْحَسَنِ بْنِ سَهْلٍ.
وَفِيهَا أَيْضًا زَوَّجَ الْمَأْمُونُ ابْنَتَهُ أُمَّ حَبِيبٍ مِنْ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى الرِّضَى، وَزَوَّجَ ابْنَتَهُ أُمَّ الْفَضْلِ مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الرِّضَى بْنِ مُوسَى.
وَحَجَّ بِالنَّاسِ هَذِهِ السَّنَةَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ وَدَعَا (لِأَخِيهِ بَعْدَ الْمَأْمُونِ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute