الْمُطَرِّفِ، وَاسْمُ أُمِّهِ حَلَاوَةُ، وَكَانَ بِكِنِّ وَالِدِهِ، وُلِدَ بِطُلَيْطِلَةَ، أَيَّامَ كَانَ أَبُوهُ الْحَكَمُ يَتَوَلَّاهَا لِأَبِيهِ هِشَامٍ، وُلِدَ لِسَبْعَةِ أَشْهُرٍ، وُجِدَ ذَلِكَ بِخَطِّ أَبِيهِ.
وَكَانَ جَسِيمًا، وَسِيمًا، حَسَنَ الْوَجْهِ، فَلَمَّا وَلِيَ خَرَجَ عَلَيْهِ عَمُّ أَبِيهِ عَبْدُ اللَّهِ، (الْبَلَنْسِيُّ، وَطَمِعَ بِمَوْتِ الْحَكَمِ، وَخَرَجَ مِنْ بَلَنْسِيَةَ يُرِيدُ قُرْطُبَةَ) ، فَتَجَهَّزَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، فَلَمَّا بَلَغَ ذَلِكَ عَبْدَ اللَّهِ خَافَ، وَضَعُفَتْ نَفْسُهُ، فَرَجَعَ إِلَى بَلَنْسِيَةَ، ثُمَّ مَاتَ فِي أَثْنَاءِ ذَلِكَ سَرِيعًا، وَوَقَى اللَّهُ ذَلِكَ الطَّرَفَ شَرَّهُ.
فَلَمَّا مَاتَ نَقَلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ أَوْلَادَهُ وَأَهْلَهُ إِلَيْهِ بِقُرْطُبَةَ، وَخَلَصَتِ الْإِمَارَةُ بِالْأَنْدَلُسِ لِوَلَدِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
ذِكْرُ عِدَّةِ حَوَادِثَ
وَفِيهَا عُزِلَ الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى الْأَشْيَبُ عَنْ قَضَاءِ الْمَوْصِلِ، فَانْحَدَرَ إِلَى بَغْدَاذَ، وَتَوَلَّى الْقَضَاءَ بِهَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ الْمَوْصِلِيُّ.
وَفِيهَا وَلَّى الْمَأْمُونُ دَاوُدَ بْنَ مَاسِحُورَ مُحَارَبَةَ الزُّطِّ، وَأَعْمَالَ الْبَصْرَةِ، وَكُوَرَ دِجْلَةَ وَالْيَمَامَةِ وَالْبَحْرَيْنِ.
وَفِيهَا كَانَ الْمَدُّ عَظِيمًا غَرِقَ فِيهِ السَّوَادُ، وَكَسْكَرُ، وَقَطِيعَةُ أُمِّ جَعْفَرٍ، وَهَلَكَ فِيهِ مِنَ الْغَلَّاتِ كَثِيرٌ.
وَفِيهَا نَكَبَ بَابَكُ الْخُرَّمِيُّ عِيسَى بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي خَالِدٍ.
وَحَجَّ بِالنَّاسِ هَذِهِ السَّنَةَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ الْعَلَوِيُّ، وَهُوَ أَمِيرُ الْحَرَمَيْنِ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute