يَعْرِضْ لَهَا أَحَدٌ مُنْذُ كَانَ الْإِسْلَامُ، وَهِيَ عَيْنُ النَّصْرَانِيَّةِ، وَهِيَ أَشْرَفُ عِنْدَهُمْ) مِنَ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ. فَسَارَ الْمُعْتَصِمُ بِسُرَّ مَنْ رَأَى.
وَقِيلَ كَانَ مَسِيرُهُ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ.
وَقِيلَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ.
وَتَجَهَّزَ جِهَازًا لَمْ يَتَجَهَّزْهُ خَلِيفَةٌ قَبْلَهُ قَطُّ مِنَ السِّلَاحِ، وَالْعَدَدِ، وَالْآلَةِ، وَحِيَاضِ الْأَدَمِ، وَالرَّوَايَا، وَالْقِرَبِ، وَغَيْرِ ذَلِكَ، وَجَعَلَ عَلَى مُقَدَّمَتِهِ أَشْنَاسَ، وَيَتْلُوهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُصْعَبٍ، وَعَلَى مَيْمَنَتِهِ إِيتَاخَ، وَعَلَى مَيْسَرَتِهِ جَعْفَرَ بْنَ دِينَارِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْخَيَّاطَ، وَعَلَى الْقَلْبِ عُجَيْفَ بْنَ عَنْبَسَةَ، فَلَمَّا دَخَلَ بِلَادَ الرُّومِ نَزَلَ عَلَى نَهْرِ السِّنِّ، وَهُوَ عَلَى سَلُوقِيَّةَ، قَرِيبًا مِنَ الْبَحْرِ، بَيْنَهُ وَبَيْنَ طَرَسُوسَ مَسِيرَةُ يَوْمٍ، وَعَلَيْهِ يَكُونُ الْفِدَاءُ.
وَأَمْضَى الْمُعْتَصِمُ الْأَفْشِينَ إِلَى سَرُوجَ، وَأَمَرَهُ بِالدُّخُولِ مِنْ دَرْبِ الْحَدَثِ، وَسَمَّى لَهُ يَوْمًا يَكُونُ دُخُولُهُ فِيهِ، وَيَوْمًا يَكُونُ اجْتِمَاعُهُمْ فِيهِ، وَسَيَّرَ أَشْنَاسَ مِنْ دَرْبِ طَرَسُوسَ، وَأَمَرَهُ بِانْتِظَارِهِ بِالصَّفْصَافِ، فَكَانَ مَسِيرُ أَشْنَاسَ لِثَمَانٍ بَقِينَ مِنْ رَجَبٍ، وَقَدَّمَ الْمُعْتَصِمُ وَصِيفًا فِي أَثَرِ أَشْنَاسَ، (وَرَحَلَ الْمُعْتَصِمُ لِسِتٍّ بَقِينَ مِنْ رَجَبٍ.
فَلَمَّا صَارَ " أَشْنَاسُ ") بِمَرْجِ أَسْقُفَّ، وَرَدَ عَلَيْهِ كِتَابُ الْمُعْتَصِمِ، (مِنَ الْمَطَامِيرِ يُعْلِمُهُ أَنَّ مَلِكَ الرُّومِ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَأَنَّهُ يُرِيدُ [أَنْ] يَكْسِبَهُمْ، وَيَأْمُرُ بِالْمَقَامِ إِلَى أَنْ يَصِلَ إِلَيْهِ، فَأَقَامَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ فَوَرَدَ عَلَيْهِ كِتَابُ الْمُعْتَصِمِ) يَأْمُرُهُ أَنْ يُوَجِّهَ قَائِدًا مِنْ قُوَّادِهِ [فِي] سَرِيَّةٍ يَلْتَمِسُونَ رَجُلًا مِنَ الرُّومِ يَسْأَلُونَهُ عَنْ خَبَرِ الْمَلِكِ، فَوَجَّهَ أَشْنَاسُ عُمَرَ الْفَرْغَانِيَّ فِي مِائَتَيْ فَارِسٍ، فَدَخَلَ حَتَّى بَلَغَ أَنْقَرَةَ، وَفَرَّقَ أَصْحَابَهُ فِي طَلَبِ رَجُلٍ رُومِيٍّ، فَأَتَوْهُ بِجَمَاعَةٍ بَعْضُهُمْ مِنْ (عَسْكَرِ الْمَلِكِ، وَبَعْضُهُمْ مِنَ) السَّوَادِ، فَأَحْضَرَهُمْ عِنْدَ أَشْنَاسَ، فَسَأَلَهُمْ عَنِ الْخَبَرِ، فَأَخْبَرُوهُ أَنَّ الْمَلِكَ مُقِيمٌ أَكْثَرَ مِنْ ثَلَاثِينَ يَوْمًا يَنْتَظِرُ مُقَدَّمَةَ الْمُعْتَصِمِ لِيُوَاقِعَهُمْ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute