وَقَالَ أَنَا أَمَرْتُكَ؟ قَالَ: نَعَمْ، أَمَرَتَنِي أَنْ أَنْصَحَ لَهُ، وَنَصِيحَتِي لَهُ أَنْ لَا يُخَالِفَ حَدِيثَ رَسُولِ اللَّهِ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ الْوَاثِقُ لِمَنْ حَوْلُهُ: مَا تَقُولُونَ فِيهِ؟ فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ، وَكَانَ قَاضِيًا عَلَى الْجَانِبِ الْغَرْبِيِّ: وَعِزِّكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ هُوَ حَلَالُ الدَّمِ.
وَقَالَ بَعْضُ أَصْحَابِ ابْنِ أَبِي دُؤَادَ: (اسْقِنِي دَمَهُ، وَقَالَ ابْنُ أَبِي دُؤَادَ) : هُوَ كَافِرٌ يُسْتَتَابُ لَعَلَّ بِهِ عَاهَةً وَنَقْصَ عَقْلٍ، كَأَنَّهُ كَرِهَ أَنْ يُقْتَلَ بِسَبَبِهِ، فَقَالَ الْوَاثِقُ: إِذَا رَأَيْتُمُونِي قَدْ قُمْتُ إِلَيْهِ فَلَا يَقُومَنَّ أَحَدٌ، فَإِنِّي أَحْتَسِبُ خُطَايَ إِلَيْهِ، وَدَعَا بِالصَّمْصَامَةِ سَيْفِ عَمْرِو بْنِ مَعْدِي كَرِبَ الزُّبَيْدِيِّ، وَمَشَى إِلَيْهِ، وَهُوَ فِي وَسَطِ الدَّارِ عَلَى نِطْعٍ، فَضَرَبَهُ عَلَى حَبْلِ عَاتِقِهِ، ثُمَّ ضَرَبَهُ أُخْرَى عَلَى رَأْسِهِ، ثُمَّ ضَرَبَ سِيمَا الدِّمَشْقِيُّ رَقَبَتَهُ، وَحَزَّ رَأْسَهُ، وَطَعَنَهُ الْوَاثِقُ بِطَرَفِ الصَّمْصَامَةِ فِي بَطْنِهِ، وَحُمِلَ حَتَّى صُلِبَ عِنْدَ بَابَكَ، وَحُمِلَ رَأْسُهُ إِلَى بَغْدَادَ، فَنُصِبَ بِهَا، وَأُقِيمَ عَلَيْهِ الْحَرَسُ، وَكُتِبَ فِي أُذُنِهِ رُقْعَةٌ: هَذَا رَأْسُ الْكَافِرِ، الْمُشْرِكِ، الضَّالِّ، أَحْمَدَ بْنِ نَصْرٍ.
وَتَتَبَّعَ أَصْحَابَهُ، فَجُعِلُوا فِي الْحُبُوسِ.
ذِكْرُ عِدَّةِ حَوَادِثَ
فِي هَذِهِ السَّنَةِ أَرَادَ الْوَاثِقُ الْحَجَّ، فَوَجَّهَ عُمَرَ بْنَ فَرَجٍ لِإِصْلَاحِ الطَّرِيقِ، فَرَجَعَ وَأَخْبَرَهُ بِقِلَّةِ الْمَاءِ، فَبَدَا لَهُ.
وَفِيهَا وَلِيَ جَعْفَرُ بْنُ دِينَارٍ الْيَمَنَ، فَسَارَ فِي شَعْبَانَ، وَحَجَّ فِي طَرِيقِهِ، وَكَانَ مَعَهُ أَرْبَعَةُ آلَافِ فَارِسٍ وَأَلْفُ رَاجِلٍ.
وَفِيهَا نَقَبَ اللُّصُوصُ بَيْتَ الْمَالِ الَّذِي فِي دَارِ الْعَامَّةِ، وَأَخَذُوا اثْنَيْنِ وَأَرْبَعِينَ أَلْفَ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute