دِرْهَمٍ وَشَيْئًا يَسِيرًا مِنَ الدَّنَانِيرِ، ثُمَّ تُتُبِّعُوا وَأُخِذُوا بَعْدَ ذَلِكَ.
وَفِيهَا خَرَجَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْخَارِجِيُّ الثَّعْلَبِيُّ فِي ثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا فِي دِيَارِ رَبِيعَةَ، فَخَرَجَ إِلَيْهِ غَانِمُ بْنُ أَبِي مُسْلِمِ بْنِ حُمَيْدٍ الطُّوسِيُّ، وَكَانَ عَلَى حَرْبِ الْمَوْصِلِ، فِي مِثْلِ عُدَّتِهِ، فَقَتَلَ مِنَ الْخَوَارِجِ أَرْبَعَةً، وَأَخَذَ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ أَسِيرًا، فَبَعَثَ بِهِ إِلَى سَامَرَّا فَحُبِسَ.
وَفِيهَا قَدِمَ وَصِيفٌ التُّرْكِيُّ مِنْ نَاحِيَةِ أَصْبَهَانَ، وَالْجِبَالِ، وَفَارِسَ، وَكَانَ قَدْ سَارَ فِي طَلَبِ الْأَكْرَادِ لِأَنَّهُمْ كَانُوا قَدْ أَفْسَدُوا بِهَذِهِ النَّوَاحِي، وَقَدِمَ مَعَهُ بِنَحْوٍ مِنْ خَمْسِ مِائَةِ نَفْسٍ فِيهِمْ غِلْمَانٌ صِغَارٌ، فَحُبِسُوا، وَأُجِيزَ وَصَيْفٌ بِخَمْسَةٍ وَسَبْعِينَ أَلْفَ دِينَارٍ وَقُلِّدَ سَيْفًا.
(وَفِيهَا سَارَ جَيْشٌ لِلْمُسْلِمِينَ إِلَى بِلَادِ الْمُشْرِكِينَ، فَقَصَدُوا جِلِّيقِيَّةَ، وَقَتَلُوا، وَأَسَرُوا، وَسَبَوْا، وَغَنِمُوا، وَوَصَلُوا إِلَى مَدِينَةِ لِيُونَ، فَحَصَرُوهَا، وَرَمَوْهَا بِالْمَجَانِيقِ، فَخَافَ أَهْلُهَا، فَتَرَكُوهَا بِمَا فِيهَا، وَخَرَجُوا هَارِبِينَ، فَغَنِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْهُمْ مَا أَرَادُوا، وَخَرَّبُوا الْبَاقِي، وَلَمْ يَقْدِرُوا عَلَى هَدْمِ سُورِهَا، فَتَرَكُوهَا وَمَضَوْا، لِأَنَّ عَرْضَهُ سَبْعَ عَشْرَةَ ذِرَاعًا، وَقَدْ ثَلِمُوا فِيهِ ثُلَمًا كَثِيرَةً) .
وَفِيهَا كَانَ الْفِدَاءُ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ وَالرُّومِ، وَاجْتَمَعَ الْمُسْلِمُونَ فِيهَا عَلَى نَهْرِ اللَّامِسِ، عَلَى مَسِيرَةِ يَوْمٍ مِنْ طَرَسُوسَ، وَاشْتَرَى الْوَاثِقُ مَنْ بِبَغْدَاذَ وَغَيْرِهَا مِنَ الرُّومِ.
وَعَقَدَ الْوَاثِقُ لِأَحْمَدَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ سَلْمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الْبَاهِلِيِّ عَلَى الثُّغُورِ وَالْعَوَاصِمِ، وَأَمَرَهُ بِحُضُورِ الْفِدَاءِ هُوَ وَخَاقَانُ الْخَادِمُ، وَأَمَرَهُمَا أَنْ يَمْتَحِنَا أَسْرَى الْمُسْلِمِينَ، فَمَنْ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute