للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ، وَأَنَّ الْوَحْيَ يَأْتِيهِ.

ذِكْرُ مَا كَانَ بِالْأَنْدَلُسِ مِنَ الْحَوَادِثِ

وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ خَرَجَ عَبَّاسُ بْنُ وَلِيدٍ الْمَعْرُوفُ بِالطَّبْلِيِّ، بِنَوَاحِي تُدْمِيرَ، لِمُحَارَبَةِ جَمْعٍ اجْتَمَعُوا، وَقَدَّمُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ رَجُلًا اسْمُهُ مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ سَابِقٍ، فَوَطِئَ عَبَّاسٌ بَلَدَهُمْ، وَأَوْقَعَ بِهِمْ، وَأَصْلَحَهُمْ وَعَادَ.

وَفِيهَا ثَارَ أَهْلُ تَاكُرُنَا وَمَنْ يَلِيهِمْ مِنَ الْبَرْبَرِ، فَسَارَ إِلَيْهِمْ جَيْشُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، صَاحِبِ الْأَنْدَلُسِ، فَقَاتَلَهُمْ، وَأَوْقَعَ بِهِمْ، وَأَعْظَمَ النِّكَايَةِ فِيهِمْ.

وَفِيهَا سَيَّرَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ ابْنَهُ الْمُنْذِرَ فِي جَيْشٍ كَثِيفٍ لِغَزْوِ الرُّومِ، فَبَلَغُوا أُلْبَةَ.

وَفِيهَا كَانَ سَيْلٌ عَظِيمٌ فِي رَجَبٍ، فِي بِلَادِ الْأَنْدَلُسِ، فَخَرِبَ جِسْرُ إِسْتِجَةَ، وَخَرَّبَ الْأَرْحَاءَ، وَغَرَّقَ نَهْرُ إِشْبِيلِيَّةَ سِتَّ عَشْرَةَ قَرْيَةً، وَخَرَّبَ نَهْرُ تَاجَةَ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ قَرْيَةً، وَصَارَ عَرْضُهُ ثَلَاثِينَ مِيلًا، وَكَانَ هَذَا حَدَثًا عَظِيمًا وَقَعَ فِي جَمِيعِ الْبِلَادِ فِي شَهْرٍ وَاحِدٍ.

وَفِيهَا هَلَكَ رُدْمِيرُ بْنُ أَذْفُونْسَ فِي رَجَبٍ، وَكَانَتْ وِلَايَتُهُ ثَمَانِيَةَ أَعْوَامٍ.

وَفِيهَا هَلَكَ أَبُو السَّولِ الشَّاعِرُ سَعِيدُ بْنُ يَعْمُرَ بْنِ عَلِيٍّ بِسَرَقُسْطَةَ.

ذِكْرُ عِدَّةِ حَوَادِثَ

وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ أَمَرَ الْمُتَوَكِّلُ أَهْلَ الذِّمَّةِ بِلَبْسِ الطَّيَالِسَةِ الْعَسَلِيَّةِ، وَشَدِّ الزَّنَانِيرِ، وَرُكُوبِ السُّرُوجِ بِالرَّكْبِ الْخَشَبِ، وَعَمَلِ كُرَتَيْنِ فِي مُؤَخِّرِ السُّرُوجِ، وَعَمَلِ رُقْعَتَيْنِ عَلَى لِبَاسِ مَمَالِيكِهِمْ مُخَالِفَتَيْنِ لَوْنَ الثَّوْبِ، كُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْهَا قَدْرُ أَرْبَعِ أَصَابِعَ، وَلَوْنُ كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهَا غَيْرُ لَوْنِ الْأُخْرَى، وَمَنْ خَرَجَ مِنْ نِسَائِهِمْ تَلْبَسُ إِزَارًا عَسَلِيًّا، وَمَنَعَهُمْ مِنْ لِبَاسِ الْمَنَاطِقِ، وَأَمَرَ بِهَدْمِ بِيَعِهِمُ الْمُحْدَثَةِ، وَبِأَخْذِ الْعُشْرِ مِنْ مَنَازِلِهِمْ، وَأَنْ يُجْعَلَ عَلَى

<<  <  ج: ص:  >  >>