للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يَا نَائِمَ الْعَيْنِ فِي جُثْمَانِ يَقْظَانِ ... مَا بَالُ عَيْنِكَ لَا تَبْكِي بِتَهْتَانِ

أَمَا رَأَيْتَ صُرُوفَ الدَّهْرِ مَا فَعَلَتْ ... بِالْهَاشِمِيِّ وَبِالْفَتْحِ بْنِ خَاقَانِ؟

فَأَتَى الْبَرِيدُ بَعْدَ أَيَّامٍ بِقَتْلِهِمَا.

وَكَانَ قَتْلُهُ لَيْلَةَ الْأَرْبِعَاءِ لِأَرْبَعٍ خَلَوْنَ مِنْ شَوَّالَ، وَقِيلَ: لَيْلَةَ الْخَمِيسِ.

وَكَانَتْ خِلَافَتُهُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً وَعَشَرَةَ أَشْهُرٍ وَثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، وَكَانَ مَوْلِدُهُ بِفَمِ الصُّلْحِ فِي شَوَّالَ سَنَةَ سِتٍّ وَمِائَتَيْنِ، وَكَانَ عُمْرُهُ نَحْوَ أَرْبَعِينَ سَنَةً.

وَكَانَ أَسْمَرَ، حَسَنَ الْعَيْنَيْنِ، نَحِيفًا، خَفِيفَ الْعَارِضَيْنِ.

وَرَثَاهُ الشُّعَرَاءُ فَأَكْثَرُوا، وَمِمَّا قِيلَ فِيهِ، قَوْلُ عَلِيِّ بْنِ الْجَهْمِ:

عَبِيدُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ قَتَلْنَهُ ... وَأَعْظَمُ آفَاتِ الْمُلُوكِ عَبِيدُهَا

بَنِي هَاشِمٍ صَبْرًا، فَكُلُّ مُصِيبَةٍ ... سَيَبْلَى عَلَى وَجْهِ الزَّمَانِ جَدِيدُهَا

ذِكْرُ بَعْضِ سِيرَتِهِ

ذُكِرَ أَنَّ أَبَا السِّمْطِ مَرْوَانَ بْنَ أَبِي الْجَنُوبِ قَالَ: أَنْشَدْتُ الْمُتَوَكِّلَ شِعْرًا ذَكَرْتُ فِيهِ الرَّافِضَةَ، فَعَقَدَ لِي عَلَى الْبَحْرِينِ وَالْيَمَامَةِ، وَخَلَعَ عَلَيَّ أَرْبَعَ خِلَعٍ، وَخَلَعَ عَلَيَّ الْمُنْتَصِرُ، وَأَمَرَ لِي الْمُتَوَكِّلُ بِثَلَاثَةِ آلَافِ دِينَارٍ، فَنُثِرَتْ عَلَيَّ، وَأَمَرَ ابْنَهُ الْمُنْتَصِرَ وَسَعْدًا الْإِيتَاخِيَّ أَنْ يَلْقُطَاهَا لِي، فَفَعَلَا، وَالشِّعْرُ الَّذِي قُلْتُهُ:

مُلْكُ الْخَلِيفَةِ جَعْفَرٍ ... لِلدِّينِ وَالدُّنْيَا سَلَامَهْ

لَكُمْ تُرَاثُ مُحَمَّدٍ ... وَبِعَدْلِكُمْ تُنْفَى الظُّلَامَهْ

يَرْجُو التُّرَاثَ بَنُو الْبَنَاتِ ... وَمَا لَهُمْ فِيهَا قُلَامَهْ

<<  <  ج: ص:  >  >>