وَقَالَ ابْنُ مُسَاوِرٍ فِي ذَلِكَ:
فَجَعْتُ الْعِرَاقَ بِبُنَدَارِهَا ... وَحُزْتُ الْبِلَادَ بِأَقْطَارِهَا
وَحُلْوَانُ صَبَّحْتُهَا غَارَةً ... فَقَتَّلْتُ أَغْرَارَ غَرَّارِهَا
وَعُقْبَهُ بِالْمَوْصِلِ أَحْجَرْتُهُ ... وَطَوَّقْتُهُ الذُّلَّ فِي كَارِهَا
)
ذِكْرُ مَوْتِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَاهِرٍ
وَفِي لَيْلَةِ أَرْبَعَ عَشْرَةَ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ انْخَسَفَ الْقَمَرُ جَمِيعُهُ، وَمَعَ انْتِهَاءِ خُسُوفِهِ مَاتَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَاهِرِ بْنِ الْحُسَيْنِ، وَكَانَتْ عِلَّتُهُ الَّتِي مَاتَ بِهَا قُرُوحًا أَصَابَتْهُ فِي حَلْقِهِ وَرَأْسِهِ فَذَبَحَتْهُ، وَكَانَتْ تَدْخُلُ فِيهَا الْفَتَايِلُ.
وَلَمَّا اشْتَدَّ مَرَضُهُ كَتَبَ إِلَى عُمَّالِهِ وَأَصْحَابِهِ بِتَفْوِيضِ مَا إِلَيْهِ مِنَ الْوِلَايَةِ إِلَى أَخِيهِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ طَاهِرٍ، فَلَمَّا مَاتَ تَنَازَعَ ابْنُهُ طَاهِرٌ وَأَخُوهُ عُبَيْدُ اللَّهِ (الصَّلَاةَ عَلَيْهِ، فَصَلَّى عَلَيْهِ ابْنُهُ، وَتَنَازَعَ عُبَيْدُ اللَّهِ وَأَصْحَابُ) طَاهِرٍ، حَتَّى سَلُّوا السُّيُوفَ، وَرَمَوْا بِالْحِجَارَةِ، وَمَالَتِ الْعَامَّةُ مَعَ أَصْحَابِ طَاهِرٍ) ، وَعَبَرَ عُبَيْدُ اللَّهِ إِلَى دَارِهِ بِالْجَانِبِ الشَّرْقِيِّ، فَعَبَرَ مَعَهُ الْقُوَّادُ لِاسْتِخْلَافِ مُحَمَّدٍ، فَكَانَ أَوْصَاهُ عَلَى أَعْمَالِهِ، ثُمَّ وَجَّهَ الْمُعْتَزُّ بَعْدَ ذَلِكَ الْخِلَعَ إِلَى عُبَيْدِ اللَّهِ، فَأَمَرَ عُبَيْدُ اللَّهِ لِلَّذِي أَتَاهُ بِالْخِلَعِ بِخَمْسِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ.
ذِكْرُ الْفِتْنَةِ بِأَعْمَالِ الْمَوْصِلِ
فِي هَذِهِ السَّنَةِ كَانَتْ حَرْبٌ بَيْنَ سُلَيْمَانِ بْنِ عِمْرَانَ الْأَزْدِيِّ وَبَيْنَ عَنْزَةَ، وَسَبَبُهَا أَنَّ سُلَيْمَانَ اشْتَرَى نَاحِيَةً مِنَ الْمَرْجِ، فَطَلَبَ مِنْهُ إِنْسَانٌ مِنْ عَنْزَةَ اسْمُهُ بَرْهُونَةُ الشُّفْعَةَ، فَلَمْ يُجِبْهُ إِلَيْهَا، فَسَارَ بَرْهُونَةُ إِلَى عَنْزَةَ، وَهُمْ بَيْنَ الزَّابَيْنِ، فَاسْتَجَارَ بِهِمْ وَبِبَنِي شَيْبَانَ،
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute