ثُمَّ عَادَ إِلَى مُعَسْكَرِهِ بِهَطْمَةَ، فَأَقَامَ إِلَى ثَانِي رَجَبٍ، وَعَامَّةِ شَعْبَانَ.
ذِكْرُ خَلَاصِ ابْنِ الْمُدَبِّرِ مِنَ الزَّنْجِ
وَفِيهَا تَخَلَّصَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُدَبِّرِ مِنْ حَبْسِ الزَّنْجِ، وَكَانَ سَبَبُ خَلَاصِهِ أَنَّهُ كَانَ مَحْبُوسًا فِي بَيْتِ يَحْيَى بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَحْرَانِيِّ، وَوَكَّلَ بِهِ رَجُلَيْنِ، مَنْزِلُهُمَا مُلَاصِقُ الْمَنْزِلِ الَّذِي فِيهِ إِبْرَاهِيمُ، فَضَمِنَ لَهُمَا مَالًا، وَرَغَّبَهُمَا، فَعَمِلَا سَرَبًا إِلَى الْبَيْتِ الَّذِي فِيهِ إِبْرَاهِيمُ، فَخَرَجَ هُوَ وَابْنُ أَخٍ لَهُ يُقَالُ لَهُ أَبُو غَالِبٍ وَرَجُلٌ هَاشِمِيٌّ.
ذِكْرُ انْهِزَامِ سَعِيدٍ مِنَ الزَّنْجِ وَوِلَايَةِ مَنْصُورِ بْنِ جَعْفَرٍ الْبَصْرَةَ
وَفِيهَا أَوْقَعَ الْعَلَوِيُّ صَاحِبُ الزَّنْجِ بِسَعِيدٍ، وَكَانَ يُسَيِّرُ إِلَيْهِ جَيْشًا، فَأَوْقَعُوا بِهِ لَيْلًا، وَأَصَابُوا مَقْتَلَةً مِنْ أَصْحَابِ سَعِيدٍ، فَقَتَلُوا خَلْقًا كَثِيرًا، وَأَحْرَقُوا عَسْكَرَهُ، (فَضَعُفَ هُوَ وَمَنْ مَعَهُ) ، فَأَمَرَ بِالْمَسِيرِ إِلَى بَابِ الْخَلِيفَةِ.
وَنَزَلَ بُفْرَاجُ بِالْبَصْرَةِ، فَسَارَ سَعِيدٌ عَنِ الْبَصْرَةِ، وَأَقَامَ بِهَا بُفْرَاجُ يَحْمِي أَهْلَهَا، فَرَدَّ السُّلْطَانُ أَمْرَهَا إِلَى مَنْصُورِ بْنِ جَعْفَرٍ الْخَيَّاطِ، بَعْدَ سَعِيدٍ الْحَاجِبِ، وَكَانَ مَنْصُورٌ يُبَذْرِقُ السُّفُنَ، وَيَحْمِيَهَا، وَسَيَّرَهَا إِلَى الْبَصْرَةِ، فَضَاقَتِ الْمِيرَةُ عَلَى الزَّنْجِ، فَجَمَعَ مَنْصُورٌ الشَّذَا فَأَكْثَرَ مِنْهَا، وَسَارَ نَحْوَ صَاحِبِ الزَّنْجِ، فَكَمَنَ لَهُ صَاحِبُ الزَّنْجِ، فَلَمَّا أَقْبَلْ خَرَجُوا عَلَيْهِ، فَقَتَلُوا فِي أَصْحَابِهِ مَقْتَلَهً عَظِيمَةً، وَغَرِقَ مِنْهُمْ خَلْقٌ كَثِيرٌ، وَحَمَلُوا مِنْ رُءُوسِ أَصْحَابِهِ إِلَى الْبَحْرَانِيِّ وَمَنْ مَعَهُ مِنَ الزُّنُوجِ بِنَهْرِ مَعْقِلٍ.
ذِكْرُ انْهِزَامِ جَيْشِ الزَّنْجِ بِالْأَهْوَازِ
وَفِيهَا أَرْسَلَ صَاحِبُ الزَّنْجِ جَيْشًا مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبَانٍ لِقَطْعِ قَنْطَرَةِ أَرْبَكَ، فَلَقِيَهُمْ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سِيمَا مُنْصَرِفًا مِنْ فَارِسَ، فَأَوْقَعَ بِجَيْشِ الْعَلَوِيِّ فَهَزَمَهُمْ، وَقَتَلَ مِنْهُمْ، وَجُرِحَ عَلِيُّ بْنُ أَبَانٍ.
ثُمَّ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ سَارَ قَاصِدًا نَهْرَ جَيٍّ، فَأَمَرَ كَاتِبَهُ شَاهِينَ بْنَ بِسْطَامٍ بِالْمَسِيرِ عَلَى
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute