وَنَزَلَ أَبُو أَحْمَدَ فِي عَسْكَرِهِ بِبَاذَاوَرْدَ، فَأَقَامَ يُعَبِّئُ أَصْحَابَهُ لِلرُّجُوعِ إِلَى الزَّنْجِ، فَوَقَعَتْ نَارٌ فِي أَطْرَافِ عَسْكَرِهِ، فِي يَوْمِ رِيحٍ عَاصِفٍ، فَاحْتَرَقَ كَثِيرٌ مِنْهُ، فَرَحَلَ مِنْهَا إِلَى وَاسِطَ، فَلَمَّا نَزَلَ وَاسِطَ تَفَرَّقَ عَنْهُ عَامَّةُ أَصْحَابِهِ، فَسَارَ مِنْهَا إِلَى سَامَرَّا، وَاسْتَخْلَفَ عَلَى وَاسِطَ، لِحَرْبِ الْعَلَوِيِّ مُحَمَّدَ بْنَ الْمُوَلَّدِ.
ذِكْرُ عِدَّةِ حَوَادِثَ
وَفِيهَا وَقَعَ الْوَبَاءُ فِي كُوَرِ دِجْلَةَ، فَهَلَكَ مِنْهَا خَلْقٌ كَثِيرٌ بِبَغْدَاذَ، وَوَاسِطَ، وَسَامَرَّا، وَغَيْرِهَا.
وَفِيهَا قُتِلَ سِرِسْجَارِسُ بِبِلَادِ الرُّومِ مَعَ جَمَاعَةٍ كَثِيرَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ.
وَفِيهَا كَانَتْ هَدَّةٌ عَظِيمَةٌ هَائِلَةٌ بِالصَّيْمَرَةِ، ثُمَّ سُمِعَ مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ هَدَّةٌ أَعْظَمُ مِنَ الْأُولَى، فَانْهَدَمَ أَكْثَرُ الْمَدِينَةِ، وَتَسَاقَطَتِ الْحِيطَانُ، وَهَلَكَ مِنْ أَهْلِهَا زُهَاءُ عِشْرِينَ أَلْفًا.
وَفِيهَا مَاتَ يَارْكُوجُ التُّرْكِيُّ فِي رَمَضَانَ، وَصَلَّى عَلَيْهِ أَبُو عِيسَى بْنُ الْمُتَوَكِّلِ، وَكَانَ صَاحِبَ مِصْرَ، وَمُقْطِعَهَا، وَدُعِيَ لَهُ فِيهَا قَبْلَ أَحْمَدَ بْنِ طُولُونَ، فَلَمَّا تُوُفِّيَ اسْتَقَلَّ أَحْمَدُ بِمِصْرَ.
وَفِيهَا كَانَتْ وَقْعَةٌ بَيْنَ (أَصْحَابِ) مُوسَى بْنِ بُغَا وَأَصْحَابِ الْحَسَنِ بْنِ زَيْدٍ الْعَلَوِيِّ، فَانْهَزَمَ أَصْحَابُ الْحَسَنِ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute