كِتَابُهُ، فَبَلَغَهُ الْكِتَابُ وَقَدْ سَارَ عَنْ بُوشَنْجَ، فَأَقَامَ بِهَا سَنَةً تَأْدِيبًا لَهُ، ثُمَّ أَذِنَ فِي الْقُدُومِ عَلَيْهِ.
فَلَمَّا مَاتَ إِلْيَاسُ بِهَرَاةَ أَقَرَّ عَبْدُ اللَّهِ ابْنُهُ أَبَا إِسْحَاقَ مُحَمَّدَ بْنَ إِلْيَاسَ عَلَى عَمَلِهِ، فَأَقَامَ بِهَرَاةَ ; وَكَانَ لِأَحْمَدَ بْنِ أَسَدٍ سَبْعَةُ بَنِينَ، وَهُمْ: نَصْرٌ، وَأَبُو يُوسُفَ يَعْقُوبُ، وَأَبُو زَكَرِيَّاءَ يَحْيَى، وَأَبُو الْأَشْعَثِ أَسَدٌ، وَإِسْمَاعِيلُ، وَإِسْحَاقُ، وَأَبُو غَانِمٍ حُمَيْدٌ، لَمَّا تُوَفِّي أَحْمَدُ بْنُ أَسَدٍ اسْتَخْلَفَ ابْنَهُ نَصْرًا عَلَى أَعْمَالِهِ بِسَمَرْقَنْدَ وَمَا وَرَاءَهَا، فَبَقِيَ عَامِلًا عَلَيْهَا إِلَى آخِرِ أَيَّامِ الطَّاهِرِيَّةِ، وَبَعْدَ زَوَالِ أَمْرِهِمْ إِلَى أَنْ مَضَى لِسَبِيلِهِ.
وَكَانَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ يَخْدُمُ أَخَاهُ نَصْرًا، فَوَلَّاهُ نَصْرٌ بُخَارَى سَنَةَ إِحْدَى وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ.
وَمَعْنَى قَوْلِ أَبِي جَعْفَرٍ: وَفِي سَنَةِ إِحْدَى وَسِتِّينَ [وَمِائَتَيْنِ] وَلِيَ نَصْرُ بْنُ أَحْمَدَ مَا وَرَاءَ النَّهْرِ، أَنَّهُ تَوَلَّاهُ مِنْ جَانِبِ الْخَلِيفَةِ، وَإِنَّمَا كَانَ يَتَوَلَّاهُ، مِنْ قَبْلُ، مِنْ عُمَّالِ خُرَاسَانَ، وَإِلَّا فَالْقَوْمُ تَوَلَّوْا قَبْلَ هَذَا التَّارِيخِ.
وَكَانَ سَبَبُ اسْتِعْمَالِهِ إِسْمَاعِيلَ أَنَّهُ لَمَّا اسْتَوْلَى يَعْقُوبُ بْنُ اللَّيْثِ عَلَى خُرَاسَانَ أَنْفَذَ نَصْرُ جَيْشًا إِلَى شَطِّ جَيْحُونَ لِيَأْمَنَ عُبُورَ يَعْقُوبَ، فَقَتَلُوا مُقَدَّمَهُمْ، وَرَجَعُوا إِلَى بُخَارَى، فَخَافَهُمْ أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ نَائِبُ نَصْرٍ عَلَى نَفْسِهِ، فَتَغَيَّبَ عَنْهُمْ، فَأَمَّرُوا عَلَيْهِمْ أَبَا هَاشِمٍ مُحَمَّدَ بْنَ الْمُبَشِّرِ بْنِ رَافِعِ بْنِ اللَّيْثِ بْنِ نَصْرِ بْنِ سَيَّارٍ، ثُمَّ عَزَلُوهُ، وَوَلَّوْا أَحْمَدَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ لَيْثٍ وَالِدَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُنَيْدٍ، ثُمَّ صَرَفُوهُ، وَوَلَّوُا الْحَسَنَ بْنَ مُحَمَّدٍ مِنْ وَلَدِ عَبْدَةَ بْنِ حَدِيدٍ ; ثُمَّ صَرَفُوهُ، وَبَقِيَتْ بُخَارَى بِغَيْرِ أَمِيرٍ، فَكَتَبَ رَئِيسُهَا وَفَقِيهُهَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ أَبِي حَفْصٍ إِلَى نَصْرٍ يَسْأَلُهُ تَوْجِيهَ مَنْ يَضْبُطُ بُخَارَى، فَوَجَّهَ أَخَاهُ إِسْمَاعِيلَ، ثُمَّ إِنَّ إِسْمَاعِيلَ كَاتَبَ رَافِعَ بْنَ هَرْثَمَةَ حِينَ وَلِيَ خُرَاسَانَ، فَتَعَاقَدَا عَلَى التَّعَاوُنِ، وَالتَّعَاضُدِ، فَطَلَبَ مِنْهُ إِسْمَاعِيلُ أَعْمَالَ خُوَارِزْمَ فَوَلَّاهُ إِيَّاهَا.
وَكَانَ إِسْمَاعِيلُ يُؤَامِرُهُ فِي الْمُكَاتَبَةِ، ثُمَّ سَعَتِ السُّعَاةُ بَيْنَ نَصْرٍ، وَإِسْمَاعِيلَ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute