للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَسَارَ أَحْمَدُ خَلْفَهُ، فَلَحِقَهُ بُخُلْمُ فَحَارَبَهُ، فَهَزَمَهُ أَيْضًا، وَسَارَ نَحْوَ سِجِسْتَانَ، وَأَقَامَ أَحْمَدُ بِطَخَارِسْتَانَ.

(وَكَانَ نَاسِرَارُ) عَبَّاسٌ الْقَطَّانُ قَدْ أَتَى طَلْحَةَ، فَسَارَ نَحْوَ نَيْسَابُورَ، فَأَعَانَهُ أَهْلُهَا، فَأَخَذُوا وَالِدَةَ الْخُجُسْتَانِيِّ، وَمَا كَانَ مَعَهَا ; (وَأَقَامَ بِنَيْسَابُورَ، وَلَحِقَ بِهِ أَبُو طَلْحَةَ، فَمَنَعَهُ أَهْلُ نَيْسَابُورَ مِنْ دُخُولِهَا) .

وَاتَّصَلَ الْخَبَرُ بِالْخُجُسْتَانِيِّ، وَهُوَ بِطَايِكَانَ مِنْ طَخَارِسْتَانَ، فَسَارَ مُجِدًّا نَحْوَ نَيْسَابُورَ.

وَلَمَّا أَيِسَ الطَّاهِرِيَّةُ مِنَ الْخُجُسْتَانِيِّ، وَكَانَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ طَاهِرٍ بِخُوَارِزْمَ وَالِيًا عَلَيْهَا، أَنْفَذَ أَبَا الْعَبَّاسِ النَّوْفَلِيَّ فِي خَمْسَةِ آلَافِ رَجُلٍ لِيُخْرِجَ أَحْمَدَ مِنْ نَيْسَابُورَ، فَبَلَغَ خَبَرُهُ أَحْمَدَ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ يَنْهَاهُ عَنْ سَفْكِ الدِّمَاءِ، فَأَخَذَ النَّوْفَلِيُّ الرُّسُلَ، فَأَمَرَ بِضَرْبِهِمْ، وَحَلْقِ لِحَاهُمْ، وَأَرَادَ قَتْلَهُمْ، فَبَيْنَمَا هُمْ يَطْلُبُونَ الْجَلَّادِينَ، وَالْحَجَّامِينَ لِيَحْلِقُوا لِحَاهُمْ، أَتَاهُمُ الْخَبَرُ بِقُرْبِ جَيْشِ أَحْمَدَ مِنْهُمْ، فَاشْتَغَلُوا، وَتَرَكُوا الرُّسُلَ، فَهَرَبُوا إِلَى أَحْمَدَ، وَأَعْلَمُوهُ الْخَبَرَ، فَعَبَّأَ أَصْحَابَهُ، وَحَمَلُوا عَلَى النَّوْفَلِيِّ حَمْلَةَ رَجُلٍ وَاحِدٍ، فَأَكْثَرُوا فِيهِمُ الْقَتْلَ، وَقَبَضُوا عَلَى النَّوْفَلِيِّ، وَأَحْضَرُوهُ عِنْدَهُ، فَقَالَ لَهُ: إِنَّ الرُّسُلَ لَتَخْتَلِفُ إِلَى بِلَادِ الْكُفَّارِ، فَلَا تَتَعَرَّضُ لَهُمْ، أَفَلَا اسْتَحْيَيْتَ أَنْ تَأْمُرَ فِي رُسُلِي بِمَا أَمَرْتَ؟ فَقَالَ النَّوْفَلِيُّ: أَخْطَأْتُ ; فَقَالَ: لَكِنِّي سَأُصِيبُ فِي أَمْرِكَ! ثُمَّ أَمَرَ بِهِ فَقُتِلَ.

وَبَلَغَهُ أَنَّ إِبْرَاهِيمَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ بِمَرْوَ قَدْ جَبَى أَهْلَهَا فِي سَنَتَيْنِ خَمْسَةَ عَشَرَ خَرَاجًا، فَسَارَ إِلَيْهِ فِي أَبْيُورْدَ فِي يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، فَأَخَذَهُ مِنْ عَلَى فِرَاشِهِ، وَأَقَامَ بِمَرْوَ، فَجَبَى خَرَاجَهَا، ثُمَّ وَلَّاهَا مُوسَى الْبَلْخِيَّ، ثُمَّ وَافَاهَا الْحُسَيْنُ بْنُ طَاهِرٍ، فَأَحْسَنَ فِيهِمُ السِّيرَةَ، وَوَصَلَ إِلَيْهِ نَحْوُ عِشْرِينَ أَلْفَ أَلْفِ دِرْهَمٍ.

ذِكْرُ قَتْلِ الْخُجُسْتَانِيِّ

لَمَّا كَانَ الْخُجُسْتَانِيُّ بِطَخَارِسْتَانَ وَافَاهُ خَبَرُ أَخْذِ وَالِدَتِهِ مِنْ نَيْسَابُورَ، وَسَارَ مُجِدًّا،

<<  <  ج: ص:  >  >>