ذِكْرُ عِدَّةِ حَوَادِثَ
وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ مَاتَ مُسَاوِرٌ الشَّارِيُّ، وَكَانَ قَدْ رَحَلَ مِنَ الْبَوَازِيجِ يُرِيدُ لِقَاءَ عَسْكَرٍ قَدْ سَارَ إِلَيْهِ مِنْ عِنْدِ الْخَلِيفَةِ، فَكَتَبَ أَصْحَابُهُ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ خَرْزَادَ، وَهُوَ بِشَهْرَزَوْرَ لِيُوَلُّوهُ أَمْرَهُمْ فَامْتَنَعَ، وَكَانَ كَثِيرَ الْعِبَادَةِ، فَبَايَعُوا أَيُّوبَ بْنَ حَيَّانَ الْوَارِقِيَّ الْبَجَلِيَّ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمْ مُحَمَّدَ بْنَ خَرْزَادَ لِيَذْكُرَ لَهُمْ أَنَّهُ نَظَرَ فِي أَمْرِهِ، فَلَمْ يَسَعْهُ إِهْمَالُ الْأَمْرِ ; لِأَنَّ مُسَاوِرًا عَهِدَ إِلَيْهِ، فَقَالُوا لَهُ: قَدْ بَايَعْنَا هَذَا الرَّجُلَ وَلَا نَغْدِرُ بِهِ ; فَسَارَ إِلَيْهِمْ فِيمَنْ بَايَعَهُ، فَقَاتَلَهُمْ، فَقُتِلَ أَيُّوبُ بْنُ حَيَّانَ، فَبَايَعُوا بَعْدَهُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَحْيَى الْوَارِقِيَّ الْمَعْرُوفَ بِالْغُلَامِ، فَقُتِلَ أَيْضًا، فَبَايَعَ أَصْحَابُهُ هَارُونَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيَّ، فَكَثُرَ أَتْبَاعُهُ، وَعَادَ عَنْهُ ابْنُ خَرْزَادَ، وَاسْتَوْلَى هَارُونُ عَلَى أَعْمَالِ الْمَوْصِلِ، وَجَبَى خَرَاجَهُ.
وَفِيهَا كَانَتْ وَقْعَةٌ بَيْنَ مُوسَى وَالْأَعْرَابِ، فَوَّجَّهَ الْمُوَفَّقُ ابْنَهُ أَبَا الْعَبَّاسِ الْمُعْتَضِدَ فِي جَمَاعَةٍ مِنْ قُوَّادِهِ فِي طَلَبِ الْأَعْرَابِ.
وَفِيهَا وَثَبَ الدَّيْرَانِيُّ بِابْنِ أَوْسٍ، فَكَبَسَهُ لَيْلًا، فَتَفَرَّقَ عَسْكَرُهُ، وَنَهَبَهُ، وَمَضَى ابْنُ أَوْسٍ إِلَى وَاسِطَ.
وَفِيهَا ظَفِرَ أَصْحَابُ يَعْقُوبَ بْنِ اللَّيْثِ بِمُحَمَّدِ بْنِ وَاصِلٍ، فَأَسَرُوهُ.
وَفِيهَا مَاتَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ خَاقَانَ، وَزِيرُ الْمُعْتَمِدِ سَقَطَ بِالْمَيْدَانِ مِنْ صَدْمَةِ خَادِمٍ لَهُ، فَسَالَ دِمَاغُهُ مِنْ مِنْخَرَيْهِ، وَأُذُنِهِ، فَمَاتَ لِوَقْتِهِ، وَصَلَّى عَلَيْهِ الْمُوَفَّقُ، وَمَشَى فِي جِنَازَتِهِ، وَاسْتَوْزَرَ مِنَ الْغَدِ الْحَسَنَ بْنَ مَخْلَدٍ، فَقَدِمَ مُوسَى بْنُ بُغَا سَامَرَّا، فَاخْتَفَى الْحَسَنُ، وَاسْتَوْزَرَ مَكَانَهُ سُلَيْمَانَ بْنَ وَهْبٍ، وَدُفِعَتْ دَارُ عُبَيْدِ اللَّهِ إِلَى كَيْغَلَغَ.
وَفِيهَا أُخْرِجَ (أَخُو) شَرْكُبَ الْحُسَيْنُ بْنُ طَاهِرٍ عَنْ نَيْسَابُورَ، وَغَلَبَ عَلَيْهَا، وَأَخَذَ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute