للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذِكْرُ الظَّفَرِ بِالرُّومِ

وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ خَرَجَتِ الرُّومُ فِي مِائَةِ أَلْفٍ، فَنَزَلُوا عَلَى قَلَمْيَةَ، وَهِيَ عَلَى سِتَّةِ أَمْيَالٍ مِنْ طَرَسُوسَ، فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ بَازْمَانُ لَيْلًا، فَبَيَّتَهُمْ فِي رَبِيعٍ الْأَوَّلِ، فَقَتَلَ مِنْهُمْ، فِيمَا يُقَالُ: سَبْعِينَ أَلْفًا، وَقَتَلَ مُقَدَّمَهُمْ، وَهُوَ بِطْرِيقُ الْبَطَارِقَةِ، وَقَتَلَ أَيْضًا بِطْرِيقَ الْقَبَازِيقِ، وَبِطْرِيقَ النَّاطَلِيقِ، وَأَفْلَتَ بِطْرِيقُ قُرَّةَ وَبِهِ عِدَّةُ جِرَاحَاتٍ، وَأَخَذَ لَهُمْ سَبْعَ صُلْبَانٍ مِنْ ذَهَبٍ وَفِضَّةٍ ; وَصَلِيبَهُمُ الْأَعْظَمَ مِنْ ذَهَبٍ مُكَلَّلٍ بِالْجَوْهَرِ، وَأَخَذَ خَمْسَةَ عَشَرَ أَلْفَ دَابَّةٍ، وَمِنَ السُّرُوجِ وَغَيْرِ ذَلِكَ، وَسُيُوفًا مُحَلَّاةً، وَأَرْبَعَةَ كَرَاسِيَّ مِنْ ذَهَبٍ، وَمِائَتَيْ كُرْسِيٍّ مِنْ فِضَّةٍ، وَآنِيَةً كَثِيرَةً، وَنَحْوًا مِنْ عَشَرَةِ آلَافِ عَلَمٍ دَيْبَاجٍ، وَدَيْبَاجًا كَثِيرًا (وَبَزْيُونَ) وَغَيْرَ ذَلِكَ.

ذِكْرُ وَفَاةِ الْحَسَنِ بْنِ زَيْدٍ، وَوِلَايَةِ أَخِيهِ مُحَمَّدٍ

وَفِيهَا تُوُفِّيَ الْحَسَنُ بْنُ زَيْدٍ الْعَلَوِيُّ صَاحِبُ طَبَرِسْتَانَ فِي رَجَبٍ، وَكَانَتْ وِلَايَتُهُ تِسْعَ عَشْرَةَ وَثَمَانِيَةَ أَشْهُرٍ وَسِتَّةَ أَيَّامٍ، وَوَلِيَ مَكَانَهُ أَخُوهُ مُحَمَّدُ بْنُ زَيْدٍ.

وَكَانَ الْحَسَنُ جَوَادًا امْتَدَحَهُ رَجُلٌ فَأَعْطَاهُ عَشَرَةَ آلَافِ دِرْهَمٍ، وَكَانَ مُتَوَاضِعًا لِلَّهِ تَعَالَى.

حُكِيَ عَنْهُ أَنَّهُ مَدَحَهُ شَاعِرٌ فَقَالَ: اللَّهُ فَرْدٌ، وَابْنُ زَيْدٍ فَرْدٌ، فَقَالَ: بِفِيكَ الْحَجَرُ، يَا كَذَّابُ، هَلَّا قُلْتَ اللَّهُ فَرْدٌ، وَابْنُ زَيْدٍ عَبْدٌ! ثُمَّ نَزَلَ عَنْ مَكَانِهِ، وَخَرَّ سَاجِدًا لِلَّهِ تَعَالَى، وَأَلْصَقَ خَدَّهُ بِالتُّرَابِ، وَحَرَمَ الشَّاعِرَ.

وَكَانَ عَالِمًا بِالْفِقْهِ وَالْعَرَبِيَّةِ، مَدَحَهُ شَاعِرٌ فَقَالَ:

<<  <  ج: ص:  >  >>