للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَيَّامُهُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً وَأَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَسِتَّةَ أَيَّامٍ.

وَقِيلَ فِي أَمْرِ الْمُوَفَّقِ، وَأَصْحَابِ الزِّنْجِ أَشْعَارٌ كَثِيرَةٌ، فَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُ يَحْيَى بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَسْلَمِيِّ:

أَقُولُ وَقَدْ جَاءَ الْبَشِيرُ بِوَقْعَةٍ ... أَعَزَّتْ مِنَ الْإِسْلَامِ مَا كَانَ وَاهِيَا

جَزَى اللَّهُ خَيْرَ النَّاسِ لِلنَّاسِ بَعْدَمَا ... أُبِيحَ حِمَاهُمْ خَيْرَ مَا كَانَ جَازِيَا

تَفَرَّدَ، إِذْ لَمْ يَنْصُرِ اللَّهَ، نَاصِرٌ ... بِتَجْدِيدِ دِينٍ كَانَ أَصْبَحَ بَالِيَا

وَتَجْدِيدِ مُلْكٍ قَدْ وَهَى بَعْدَ عِزِّهِ ... وَأَخْذٍ بِثَارَاتٍ تُبِينُ الْأَعَادِيَا

وَرَدِّ عِمَارَاتٍ أُزِيلَتْ وَأُخْرِبَتْ ... لِيَرْجِعَ فَيْءٌ قَدْ تُخُرِّمَ وَافِيَا

وَتَرْجِعَ أَمْصَارٌ أُبِيحَتْ وَأُحْرِقَتْ ... مِرَارًا فَقَدْ أَمْسَتْ قِوَاءً عَوَافِيَا

وَيَشْفِي صُدُورَ الْمُسْلِمِينَ بِوَقْعَةٍ ... يُقِرُّ بِهَا مِنْهَا الْعُيُونَ الْبَوَاكِيَا

وَيُتْلَى كِتَابُ اللَّهِ فِي كُلِّ مَسْجِدٍ ... وَيُلْقَى دُعَاءُ الطَّالِبِيِّينَ خَاسِيَا

فَأَعْرَضَ عَنْ أَحْبَابِهِ وَنَعِيمِهِ ... وَعَنْ لَذَّةِ الدُّنْيَا وَأَصْبَحَ غَازِيَا

وَهِيَ قَصِيدَةٌ طَوِيلَةٌ.

وَقَالَ غَيْرُهُ فِي هَذَا الْمَعْنَى أَيْضًا شِعْرًا كَثِيرًا.

انْقَضَى أَمْرُ الزِّنْجِ.

<<  <  ج: ص:  >  >>