للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْمُعْتَضِدُ بِاللَّهِ، فَلَمَّا وَصَلَ سَارَ مُجِدًّا إِلَى عَسْكَرِ خُمَارَوَيُهِ بِشَيْزَرَ، فَلَمْ يَشْعُرُوا حَتَّى كَبَسَهُمْ فِي الْمَسَاكِنِ، وَوَضَعَ السَّيْفَ فِيهِمْ، فَقَتَلَ مِنْهُمْ مَقْتَلَةً عَظِيمَةً، وَسَارَ مَنْ سَلِمَ إِلَى دِمَشْقَ (عَلَى أَقْبَحِ صُورَةٍ، فَسَارَ الْمُعْتَضِدُ إِلَيْهِمْ، فَجَلَوْا عَنْ دِمَشْقَ إِلَى الرَّمْلَةِ، وَمَلَكَ هُوَ دِمَشْقَ) ، وَدَخَلَهَا فِي شَعْبَانَ سَنَةَ إِحْدَى وَسَبْعِينَ وَمِائَتَيْنِ، وَأَقَامَ عَسْكَرُ ابْنِ طُولُونَ بِالرَّمْلَةِ، فَأَرْسَلُوا إِلَى خُمَارَوَيْهِ يُعَرِّفُونَهُ الْحَالَ، فَخَرَجَ مِنْ مِصْرَ فِي عَسَاكِرِهِ قَاصِدًا إِلَى الشَّامِ.

ذِكْرُ عِدَّةِ حَوَادِثَ

وَفِيهَا، فِي جُمَادَى الْأُولَى تُوُفِّيَ هَارُونُ بْنُ الْمُوَفَّقِ بِبَغْدَاذَ.

وَفِيهَا، كَانَ فِدَاءُ أَهْلِ سِنْدِيَّةَ عَلَى يَدِ يَازْمَانَ

وَفِيهَا، فِي شَعْبَانَ شَغَبَ أَصْحَابُ أَبِي الْعَبَّاسِ بْنِ الْمُوَفَّقِ عَلَى صَاعِدِ بْنِ مَخْلَدٍ، وَهُوَ وَزِيرُ الْمُوَفَّقِ، وَطَلَبُوا الْأَرْزَاقَ، وَقَاتَلَهُمْ أَصْحَابُ صَاعِدٍ، وَكَانَ بَيْنَهُمْ حَرْبٌ شَدِيدَةٌ قُتِلَ فِيهَا جَمَاعَةٌ، وَأُسِرَ مِنْ أَصْحَابِ أَبِي الْعَبَّاسِ جَمَاعَةٌ، وَلَمْ يَكُنْ أَبُو الْعَبَّاسِ حَاضِرًا، كَانَ قَدْ خَرَجَ مُتَصَيِّدًا، وَدَامَتِ الْحَرْبُ إِلَى بَعْدِ الْمَغْرِبِ، ثُمَّ كَفَّ بَعْضُهُمْ عَنْ بَعْضٍ، ثُمَّ وَضَعَ الْعَطَاءَ مِنَ الْغَدِ، وَاصْطَلَحُوا.

وَفِيهَا كَانَتْ وَقْعَةٌ بَيْنَ إِسْحَاقَ بْنِ كُنْدَاجِيقَ وَبَيْنَ ابْنِ دَعْبَاشَ (وَكَانَ ابْنُ دَعْبَاشَ) بِالرَّقَّةِ عَامِلًا عَلَيْهَا، وَعَلَى الثُّغُورِ وَالْعَوَاصِمِ لِابْنِ طُولُونَ، وَابْنُ كُنْدَاجِيقَ عَلَى الْمَوْصِلِ لِلْخَلِيفَةِ.

وَفِيهَا ابْتَدَأَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى بِبِنَاءِ مَدِينَةِ لَارَدَةَ مِنَ الْأَنْدَلُسِ، وَكَانَ مُخَالِفًا لِمُحَمَّدٍ صَاحِبِ الْأَنْدَلُسِ، ثُمَّ صَالَحَهُ فِي الْعَامِ الْمَاضِي، فَلَمَّا سَمِعَ صَاحِبُ بَرْشِلُونَةَ الْفِرِنْجِيُّ جَمَعَ وَحَشَدَ وَسَارَ يُرِيدُ مَنْعَهُ مِنْ ذَلِكَ، فَسَمِعَ بِهِ إِسْمَاعِيلُ، فَقَصَدَهُ وَقَاتَلَهُ، فَانْهَزَمَ

<<  <  ج: ص:  >  >>