مُحَمَّدَ بْنَ هَارُونَ نَائِبًا عَنْهُ، فَأَتَاهُ بِهَا عَلِيُّ بْنُ كَالِي مُسْتَأْمِنًا، فَأَتَاهُمَا مُحَمَّدُ بْنُ زَيْدٍ، وَحَصَرَهُمَا بِشَالُوسَ، وَأَخَذَ الطَّرِيقَ عَلَيْهِمَا، فَلَمْ يَصِلْ مِنْهُمَا إِلَى رَافِعٍ خَبَرٌ، فَلَمَّا تَأَخَّرَ خَبَرُهُمَا عَنْهُ أَرْسَلَ جَاسُوسًا يَأْتِيهِ بِأَخْبَارِهِمَا، فَعَادَ إِلَيْهِ فَأَخْبَرَهُ بِحَصْرِ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ إِيَّاهُمَا بِشَالُوسَ، فَعَظُمَ عَلَيْهِ، وَسَارَ إِلَيْهِمَا، فَرَحَلَ عَنْهُمَا مُحَمَّدُ بْنُ زَيْدٍ إِلَى أَرْضِ الدَّيْلَمِ، فَدَخَلَ رَافِعٌ خَلْفَهُ أَرْضَ الدَّيْلَمِ فَخَرَقَهَا حَتَّى اتَّصَلَ بِحُدُودِ قَزْوِينَ، وَعَادَ إِلَى الرَّيِّ، وَأَقَامَ بِهَا إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ الْمُوَفَّقُ فِي رَجَبٍ سَنَةَ سِتٍّ وَسَبْعِينَ وَمِائَتَيْنِ.
ذِكْرُ وَفَاةِ الْمُنْذِرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأُمَوِيِّ
وَفِيهَا فِي الْمُحَرَّمِ تُوُفِّيَ الْمُنْذِرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَكَمِ بْنِ هِشَامٍ الْأُمَوِيُّ، صَاحِبُ الْأَنْدَلُسِ، وَقِيلَ فِي صَفَرٍ، وَكَانَتْ وِلَايَتُهُ سَنَةً وَاحِدَةً وَأَحَدَ عَشَرَ شَهْرًا وَعَشَرَةَ أَيَّامٍ، وَكَانَ عُمْرُهُ نَحْوًا مِنْ سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ سَنَةً.
وَكَانَ أَسْمَرَ طَوِيلًا بِوَجْهِهِ أَثَرُ جُدَرِيٍّ، جَعْدًا كَثَّ اللِّحْيَةِ، وَخَلَّفَ سِتَّةَ ذُكُورٍ، وَكَانَ جَوَادًا يَصِلُ الشُّعَرَاءَ وَيُحِبُّ الشِّعْرَ.
وَلَمَّا تُوُفِّيَ بُويِعَ أَخُوهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، بُويِعَ لَهُ يَوْمَ مَوْتِ أَخِيهِ، وَكُنْيَتُهُ أَبُو مُحَمَّدٍ، أُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ اسْمُهَا عِشَارُ تُوُفِّيَتْ قَبْلَ ابْنِهَا بِسَنَةٍ، وَفِي أَيَّامِهِ امْتَلَأَتِ الْأَنْدَلُسُ بِالْفِتَنِ، وَصَارَ فِي كُلِّ جِهَةٍ مُتَغَلِّبٌ، وَلَمْ تَزَلْ كَذَلِكَ طُولُ وِلَايَتِهِ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute