للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَحْمَدَ السَّامَانِيِّ بِبُخَارَى، وَخَرَجَ رَافِعٌ مُنْهَزِمًا إِلَى خُوَارِزْمَ عَلَى الْجَمَّازَاتِ، وَحَمَلَ مَا بَقِيَ مَعَهُ مِنْ مَالٍ وَآلَةٍ، وَهِيَ فِي شِرْذِمَةٍ قَلِيلَةٍ، وَذَلِكَ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ.

فَلَمَّا بَلَغَ رِبَاطَ جَبْوَهْ وَجَّهَ إِلَيْهِ خُوَارِزْمُشَاهْ أَبَا سَعِيدٍ الدَّرْغَانِيَّ لِيُقِيمَ لَهُ الْأَنْزَالَ، وَيَخْدِمَهُ إِلَى خُوَارِزْمَ، فَرَآهُ أَبُو سَعِيدٍ فِي قِلَّةٍ مِنْ رِجَالِهِ، وَغَدَرَ بِهِ، وَقَتَلَهُ لِسَبْعٍ خَلَوْنَ مِنْ شَوَّالٍ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ، وَحَمَلَ رَأْسَهُ إِلَى عَمْرِو بْنِ اللَّيْثِ، وَهُوَ بِنَيْسَابُورَ، وَأَنْفَذَ عَمْرٌو الرَّأْسَ إِلَى الْمُعْتَضِدِ بِاللَّهِ، فَوَصَلَ إِلَيْهِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ [وَمِائَتَيْنِ] ، فَنُصِبَ بِبَغْدَاذَ.

وَصَفَتْ خُرَاسَانُ إِلَى شَاطِئِ جَيْحُونَ لِعَمْرٍو.

ذِكْرُ عِدَّةِ حَوَادِثَ

وَفِيهَا قَدِمَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الْجَصَّاصِ مِنْ مِصْرَ بِهَدَايَا عَظِيمَةٍ مِنْ خُمَارَوَيْهِ، فَتَزَوَّجَ الْمُعْتَضِدُ ابْنَةَ خُمَارَوَيْهِ.

وَفِيهَا مَلَكَ أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى بْنِ الشَّيْخِ قَلْعَةَ مَارْدِينَ، وَكَانَتْ بِيَدِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ كُنْدَاجِيقَ.

وَحَجَّ بِالنَّاسِ هَذِهِ السَّنَةَ هَارُونُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَهِيَ آخِرُ حَجَّةٍ حَجَّهَا، وَأَوَّلُ حَجَّةٍ حَجَّهَا بِالنَّاسِ، سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ إِلَى هَذِهِ السَّنَةِ.

<<  <  ج: ص:  >  >>